السياسة

المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان: الجزائر تعاني عقدة نقص تجاه المغرب

هدى الأندلسي (ت وراق) الثلاثاء 04 أكتوبر 2022
LOGAN 1 SITE
LOGAN 1 SITE

AHDATH.INFO

قال المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان إن المغرب دولة عريقة  ذات تاريخ طويل يعود لآلاف السنين فهي دولة راسخة وثابتة، وهنا يكمن الفرق بينها وبين الجزائر كدولة حديثة العهد لم تظهر سوى في 1962. "في الواقع هذا الأمر شكل دوما عقدة لدى الجزائر وهذا هو سر العداء ضد المغرب. إنها مسألة عقلية إذا لم نقل نفسية الأمر شبيه بعقدة نقص.. ربما لن يعجب هذا الكلام الكثيرين لكنها الحقيقة"، وضح لوغان الذي كان يتحدث خلال ندوة حول " الجزائر والساحل ومستقبل إفريقيا"، نظمها، أمس الاثنين، الموقع الإخباري le360 ضمن سلسلة ندوات " الشاهد الاكبر".

وشدد لوغان أن المغرب لا يحتاج إثبات نفسه فهو بلد عريق شأنه شأن فرنسا مثلا، لكن دولا أخرى ربما تحتاج إلى إثبات نفسها لكنها تفعل ذلك بطريقة غير صحيحة.

وأكد لوغان أنه بخلاف فاس ومراكش فإن تلمسان لم تكن يوما دولة بل ظلت دوما ولاية من ولايات تركيا وفرنسا، حيث أن الأتراك حافظوا على وجودهم وقوتهم في المنطقة من خلال ولاية الجزائر.

ونبه لوغان إلى كون العداء الجزائري تجاه المغرب نابع أيضا من الموقع الجغرافي المتميز الذي تحظى به المملكة من خلال المنافذ البحرية المحيطة بها، وبفضل ذلك يمتلك قوة وتاريخا بحريا عريقا جعل منه دوما قوة بحرية خصوصا في المحيط الاطلسي، عكس الجزائر التي لا تملك سوى ثغرة بسيطة على البحر، هي تعرف أنها وخلاف المغرب لا تستطيع أبدا أن تكون قوة بحرية، ولذلك لا تتحمل استفادة المغرب من هذا التاريخ وهذا الموقع الجغرافي الذي يعد ثروة حقيقية.

وقال لوغان إن الجزائر تبحث عن حلول لمشاكلها الداخلية من خلال اختلاق نزاعات مع المغرب واستعماله كشماعة لتعليق فشلها. أما المغرب فلديه نظام سياسي ملكي قوي ليس بحاجة لهذه المراوغات، حيث تميز المغرب دوما بسياسة اليد الممدوة، إذ تعمل المملكة على تقوية موقعها ومصالحها داخليا وخارجيا سواء مع الغرب أو في إفريقيا، و"لا أحد ينكر الجهود الرفيعة التي تم بذلها والزيارات التي قام بها الملك محمد السادس لبلدان إفريقية، فقط ديبلوماسية كبيرة وبلد قوي يستطيع القيام بذلك. إنها قوة الملكية"، يقول لوغان.

وبخصوص منطقة الساحل والتحديات التي تفرضها نبه لوغان إلى كون الجزائر تاريخيا لا تملك تأثيرا إيجابيا في منطقة الساحل، مشددا أن التوترات في المنطقة تنعكس سلبا على الجميع ومشيدا بجهود المغرب في المنطقة ومن ضمنها تكوين الأئمة في مالي والسنيغال وغينيا.

وفي نفس السياق قال أستاذ التاريخ والخبير في الشؤون الإفريقية إن تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر ضروري لاستقرار المنطقة، وكذا من أجل مستقبل المنطقة المغاربية والمتوسطية، مؤكدا أن حل القضية يوجد في الجزائر، لكنها لن تحل إلا بوجود جيل جديد يتطلع نحو المستقبل ولا ينظر للوارء.

 

هدى الأندلسي