في الواجهة

دخول مدرسي بطعم الخوف..

رحاب حنان الجمعة 09 سبتمبر 2022
A20F3CC0-38ED-44F3-8A39-913660DBEF65
A20F3CC0-38ED-44F3-8A39-913660DBEF65

Ahdath.info

حين يأخذك القدر للمرور أمام أبواب المكتبات والمدارس خلال الدخول المدرسي الحالي، تفهم دلالات ما كتبهكثيرون، خصوصا في منصات التواصل الاجتماعي، حول الأجواء الباهتة التي ترافق هذا الدخول.

  ليس ثمة مظاهر حماسة، وكأن الجميع آباء وتلاميذ وأطرا تربوية تساق إلى أداء واجب ثقيل، ليس إلا.

  هل للأمر علاقة بالسياق العام، المطبوع بالغلاء وتراجع القدرة الشرائية للأسر؟

  قد يكون هذا سببا فقط من أسباب كثيرة، ولكنه لا يتوفر على كفاية تفسيرية، فقد مرت سنوات سابقة صعبة، ولكنلم تستطع أن تنتزع ملمح الحماسة من الدخول المدرسي.

 الخلاصة المقلقة هي عجز عن إعادة الثقة للمدرسة المغربية، وهذا أخطر من كل الأعطاب المرتبطة بظواهرالاكتظاظ أو نقص المعدات الديدكتيكية أو القوانين الأساسية المنظمة للمهنة، أو عدم ملاءمة المناهج والمقررات.

 لقد درس المغاربة في سنوات ماضية بدون حتى اختيارات بيداغوجية واضحة، وكانت العملية التعليمية التعلميةتطغى عليها مقاربات بيداغوجية تقليدية تعتمد التلقين، ولم يكن ثمة وعي بالبيداغوجيات الحديثة والكفايات، ولكنللمفارقة كانت مخرجات المدرسة المغربية أفضل من اليوم بالنظر لما كانت تقتضيه المرحلة.

 ولقد كان السر في الحماسة.

 إن حماسة الدولة في ربح رهان تعليم مغربي ناجع بعد إفراغ المدرسة من الأطر الأجنبية التي جاءت بها الحماية،وحماسة الآباء لتدريس أبنائهم، وهي المحرومون في أغلبهم منه، وحماسة التلاميذ والطلبة المدفوعة بالرغبة فيتأمين مستقبل أفضل، لم يكن يتراءى إلا محمولا على جناحي الدراسة.

إن هذه الحماسة هي التي غطت على أعطاب المناهج والمعدات، وأمدت المدرسة المغربية بما يمكن أن نسميه " الطاقة المحفزة" على النجاح الجماعي.

  اليوم، هناك تضخم كبير في الخطاب حول أزمة المدرسة، ولكن هناك تخبط أكبر في محاولات تجاوز الأعطابالتي تجعل التعليم يدور في حلقة مفرغة.

 ولقد استبشر كثيرون بقدوم السيد شكيب بنموسى إلى وزارة التربية الوطنية قادما من عبور إيجابي على رأسلجنة النموذج التنموي.

  وكنا نعتقد أن المشاورات التي رافقت عمل لجنة النموذج التنموي في الشق المتعلق بالتربية والتكوين والتعليمكافية لتوفير قاعدة تشخيصية تسمح بالانطلاق منها لاقتراح البدائل، فضلا عما وفرته تشخيصات المجلس الأعلىللتربية والتكوين، والإطار القانوني المرجعي المتمثل في قانون الإطار ذي الصلة.

 لكن السيد بنموسى وفريقه، أعادوا اكتشاف العجلة، وهم يضيعون زمنا غير يسير في مشاورات جديدة غيرمجدية، ولم تكن لتضيف جديدا عما سبق.

 وهكذا مضت السنة الأولى من عمر هذه الحكومة في قطاع التربية والتكوين في مشاورات أعادت إنتاجالتشخيصات السابقة نفسها، وفي حوارات متقطعة مع الفاعلين النقابيين انطلقت بدورها بجلسات التعارف، ثمالتشخيص، ثم الاستماع للملفات المطلبية، وهو هدر للزمن التفاوضي باعتبار أن الملفات العالقة كانت معروفةسلفا، وكان يجب الانطلاق من حيث انتهى الحوار القطاعي مع الوزير السابق.

  الخلاصة أن السيد بنموسى بدد في السنة الأولى من إشرافه على هذا القطاع الحساس كل ذلك الرصيد منالتفاؤل النسبي الذي رافق قدومه.

  إننا نحتاج لتعبئة جماعية من أجل إعادة الحماسة والثقة معا للمدرسة المغربية، لكن ذلك يقتضي إحساساجماعيا كذلك بأن ثمة عملا انطلق بجدية ورؤى واضحة من أجل الخروج من عنق الزجاجة، عوض الوضع الحاليالمطبوع بحيرة تلمسها في وجوه الجميع أمام أبواب المدارس.