السياسة

مالكي المذهب أشعري المعتقد .. الأزهر يستحضر سيرة الظواهري ويستبعد علاقته بزعيم القاعدة

سكينة بنزين الخميس 04 أغسطس 2022
ظواهري الجد والحفيد
ظواهري الجد والحفيد

AHDATH.INFO

اختار الأزهر الدخول على خط مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وذلك بعد تسليط الضوء على سيرته إثر مقتله، حيث تتم الإشارة إلى أنه من أحفاد شيخ الأزهر الأسبق الظواهري، في الوقت الذي يدعي البعض أنه عمه، وهي المعلومة التي يرى فيها البعض تركيزا على نشأته الدينية، في الوقت الذي اعتبرها الأزهر محاولة للنيل من الأزهر ومن أعلامه من خلال المقارنة بين شيخ وشخص "دموي" يجمعهم نفس اللقب.

وأصدر مرصد الأزهر بلاغا أشار فيه أن العلاقة بين الظواهري الشيخ، والظواهري زعيم القاعدة غير قائمة، موضحا أن الاسم الكامل لأيمن الظواهري المزداد سنة 1951، هو أيمن محمد ربيع مصطفى عبدالكريم الظواهري، في حين أن الاسم الكامل للإمام الأكبر الظواهري هو: محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري المولود عام 1878م، وعلى ذلك يظهر أن الشيخ الظواهري ليس عمه قطعا، ويظهر من الاسم أنه أيضا ليس ضمن أجداده؛ إذ لو كان جده لوجد اسمه ضمن أحد أجداد أيمن الظواهري، بل إن الشيخ الظواهري مات قبل ولادة أيمن الظواهري بأكثر من خمس سنوات.

وقال مرصد الأزهر أنه لا وجود لأي اتصال  زماني ولا مكاني بين الطرفين من قريب أو بعيد، باستثناء الاسم العائلي، قبل أن يستدرك الأزهر بأن أي عائلة "صالحة  قد يخرج منها فرع عاق أساء إلى عراقتها وجعل اسمها وصمة في جبين التاريخ"، وأضاف بلاغ الأزهر  أن محاولته التأكيد على عدم وجود علاقة بين الظواهير الزعيم والظواهري الشيخ، " ليس تبرئة ساحة الجامعات المصرية من هذا الإرهابي فهي لا تحتاج إلى ذلك؛  وإنما المقصود هنا تسليط الضوء على منهجين مختلفين وإن اتحدا في المسمى إلا أنهما اختلفا في الطريق والهدف".

وعرج الأزهر على سيرة الشيخ الظواهري، مشيرا أنه تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، وقرأ أمهات كتب الفلسفة، حصل على شهادة العالمية عام 1899م، كان مالكي المذهب، أشعري المعتقد، صوفي المشرب، حيث سلك الطريق الشاذلي، ثم تحول إلى النقشبندية على يد الشيخ جودة إبراهيم، واعتبر الأزهر أن هذه السيرة تترجم  المنهج الأزهري في تخريج علماء ربانيين وسطيين بمنهج بعيد عن  العنف والإرهاب، وغير مفتعل للمشاكل الفكرية أو العسكرية.

ولإظهار الفرق بين فكر الظواهري "القاعدي" والظواهري "الأزهري"، أشار المرصد إلى حادثة تتمحور حول نظام الخلافة كنقطة أساسية تفرز تيارين متباينين ما بين التطرف والاعتدال، وذلك حين كان الشيخ الظواهري سباقا لفض مؤتمر الخلافة سنة 1926، ولم يقل بوجوب إقامة خلافة على النظام الذي أعلن عن سقوطها قبل عامين فقط من انعقاد المؤتمر، إلى جانب عمله على إحداث نهضة علمية داخل مؤسسة الأزهر منذ تولى مشيختها ما بين  أكتوبر 1929 و أبريل  1935.

وأشار المرصد إلى  أن العالم الأزهري يسعى إلى التعمير والبناء والإصلاح  والمحافظة على ثوابت الدين، ضد الراغبين في سحب الدين نحو السياسة، ثم انتقل المرصد إلى تتبع حياة أيمن الظواهري التي اعتبرها منحرفة منذ انضمامه إلى جماعة الجهاد الإسلامي عام 1973م، معتبرا أنه كان صاحب أفكار متطرفة دفعته للتخلي عن تخصصه في الطب الذي كان يجيده  نحو تخصص  الدين الذي كان لا يجيده، ما كون له قناعات غير منضبطة، ومعلومات غير صحيحة، جعلت منه الظواهري الإرهابي، الذي قال في كتابه (الحصاد المر): "إن الحكام الحاكمين لبلاد المسلمين بغير ما أنزل الله وبالقوانين الوضعية هم كفار مرتدون يجب الخروج عليهم وخلعهم..، وإن الديمقراطية شرك بالله".

وعرج مرصد الأزهر على العلاقة التي جمعت الظواهري ببن لادن، معتبرين أنها المنعرج الذي غيره كثيرا، لينبهو إلى خطر الصحبة التي تتهدد عددا من الشباب، وقد اعتبر الأزهر أن حديثه المفصل في الموضوع كان محاولة منه إلى استوعاب الدرس واستقراء التاريخ وتحليل الأحداث، من اجل "إغلاق الطريق  أمام كل ظواهري إرهابي، ونفسح المجال لكل ظواهري إمام". يقول الأزهر ...