ahdath.info
حصد الرحالة ياسين الصقلي المغربي ابن مدينة آسفي اعجابا منقطع النظير ونسبة مشاهدات بالآلاف ومن بلدان عربية وأوروبية وأفريقية ؛ انتزعها عن جدارة واستحقاق بفعل مغامراته المثيرة والممتعة في زياراته الطويلة الإستكشافية للقارة الأفريقية ودولها العديدة بتنوع عرقها ولغتها و تفاليدها وطبيعتها ؛ بوسائل بسيطة تتمثل في دراجة هوائية ومايلزم من ملابس و خيمة صغيرة تتسع لجسمه وتأوي أحلامه الكبيرة وحبه الصادق للإنسان.
بابتسامته الجميلة العفوية القاهرة للتعب والمصاعب ؛ استطاع المرور من دول وأراضي ومسالك مختلفة الوعورة و لقاء قبائل ومواطنين أفارقة بسطاء استضافوه وقدموا له المساعدة والإيواء بمساكنهم البدائية وقلوبهم الكبيرة..التي قابلها بدوره بحس إنساني مماثل بتقديم ما استطاع من مساعدة لعدد من أبناء هذه القارة الأفريقية مع حرصه المتوقد على الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وقتما تطلب الأمر والظروف ذلك ..
مغامرات المغربي الصقلي تشدك منذ أول وهلة ببساطته وتواضعه وتعليقاته الهادئة التي تقرب المشاهد من خصوصيات البلدان التي يزورها ومخاطرها و تعقيدات الإجراءات الإدارية والأمنية لعبور الحدود من دولة إلى أخرى..
ياسين ذو ال29 ربيعا و منذ مغادرته المغرب في مارس من سنة 2018، لايخفي إصراره على قهر كل الحواجز والعراقيل والتحديات لتحقيق طموحه وحلمه في استكشاف أفريقيا وغيرها من بلدان العالم..
وكان الرحالة الشاب ،قد قال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، " أنا مصمم على الذهاب إلى نهاية حلمي، وكسب تحدي زيارة إفريقيا برمتها. بعد أن سافرت عبر عدة مدن في المملكة على متن الدراجة الهوائية، تطور حلمي وبات طموحي أكبر. لماذا لا أنطلق في رحلة عبر إفريقيا؟ ".
للأسف ،يضيف الرحالة، "لا يزال الكثير من الأشخاص لايؤمنون بأن مايقرؤونه عن إفريقيا كقارة بؤس ومخاطر. ولكن، هناك فرق كبير بين إفريقيا هاته وتلك التي أراها بأم عيني. الناس يتميزون بكرم الضيافة والابتسامة، مستعدون دائما لتقديم المساعدة".
وبقدر ما كان ياسين،يتلقى مساعدة ساكنة المناطق والدواوير التي يمر بها ويتم الترحاب به والتشجيع ؛ بقدر ما كان يتعرض أحيانا للمضايقات والسرقة مثل ما حدث له بجنوب افريقيا ؛ يقول "في جنوب إفريقيا، على بعد 30 كيلومترا من مدينة كيب تاون، تعرضت لهجوم من قبل مجرمين سرقوا هاتفي ومحفظتي. حادث أثر في كثيرا لكن لم يثبط عزيمتي في السير قدما".
وخلص الرحالة المغربي إلى القول "إن شاء الله ، سأصل بسلام، ولا أنوي الاستسلام . سأواصل حتى النهاية لاكتشاف المجهول".
ياسين الصقلي لم يكتف بمغامراته المتعددة الأبعاد لأفريقيا التي زار فيها 28 بلدا ( ككينيا؛ تنزانيا ؛ أوغندا؛غينيا؛ ايثيوبيا؛ جنوب افريقيا؛زامبيا ؛نيجيريا وغيرها..) ؛ بل عاود بعد استفادته من استراحة المحارب؛ بجمع أغراضه ودراجته الهوائية العجيبة ليطير إلى أمريكا اللاتينية ؛ حيث واصل استكشافاته الرائعة لهذه القارة العريقة ؛ بشد الرحال للبرازيل ؛ التي استطاع أن يزور العديد من مدنها الشهيرة كساوباولو و ريو دي جانيرو ؛ والتمتع بشواطئ هذا البلد الشاسع والجميل ومعانقة مباريات فرقه المحلية وسط المواطنين البرازيليين ؛ والنوم في أي مكان يتوفر على قليل من الهدوء ؛حيث لاتهم باقي التفاصيل "فمسكنه-خيمته" المحمول كافي ليعطيه راحة عظيمة وشغفه الكبير بالسفر والمغامرة كافي أيضا ليعطيه قوة ونفسا وعزما على المضي في رحلته الشيقة الإنسانية؛ ليشمل خير سفير للمغرب حاملا رايته وعمق حضارته و حب أناسه للعالم بقلوب مفعمة بالأخوة والتعايش وقبول الإختلاف..
العديد من متتبعي الرحالة الصقلي أشادوا بمغامراته ؛ كما شجعوه على المزيد من النجاح ؛ داعين الله تعالى أن يشمله برعايته وبتذليل الصعوبات أمامه وتمتيعه بالصحة والعافية والسلامة..فيما اقترح آخرون أن يحظى بالتفاتة ملكية لما حققه هذا المغربي الحر من تمثيل لائق وحسن لصورة المغرب في كل البلدان التي زارها ؛ مما سيشجعه على المزيد من العطاء ويحفزه على مغامرات أكبر وأجمل ..