ثقافة وفن

#ملحوظة_لغزيوي: من نقل انتقل !

المختار لغزيوي - الأحداث?? المغربية الأربعاء 22 ديسمبر 2021
36D53847-F1C6-4B4A-B9C3-4E09EE89BEB2
36D53847-F1C6-4B4A-B9C3-4E09EE89BEB2

AHDATH.INFO

وجدنا أنفسنا، نحن من نتتبع الكرة العربية والعالمية فجأة مضطرين لانتقال غير متوازن، من جودة النقل التلفزيوني العالمية التي قدمتها قطر للعالم العربي كله أثناء مونديال العرب، إلى جودة لا يمكن وصفها أهدتها الجزائر الشقيقة، لمن أخطؤوا وقرروا متابعة وصول المنتخب المتوج إلى أرض بلاده، حاملا الكأس الغالية التي تزن خمسة كيلوغرامات من الذهب الخالص، والتي تزينها خارطة العالم العربي وفي قمته مغربنا بصحرائه الكاملة الموحدة والمغربية بشكل طبيعي وبديهي ولا يقبل أي جدال

اكتشفنا أن تلفزيون الجزائر لازال يعيش حقبة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات. وتفهمنا هاته المرة حقا سبب إصرار « حفيظ هولالالالا » أو خديجة رفيقته في القناة التي يشتغلان فيها على الإشادة الدائمة والمستمرة بقطر وتنميتها وتقدمها وعلى شكر القيمين عليها، لأن المسكينين خائفان حقا من العودة ذات يوم إلى تلفزيون يشبه التلفزيون الجزائري وماقدمه التلفزيون الجزائري من نقل فظيع بكل ما في كلمة فظيع من معان متدنية.

وهنا، ولكي نبتعد قليلا عن الجزائر التي أعطيناها أكثر من قيمتها هاته الأيام، وتحدثنا عنها كثيرا، نود أن نغتنم هاته الفرصة لإقامة المقارنة التي تجوز بين دول طورت نفسها مثل دول الخليج العربي ومثل المغرب، وفهمت أنها لايمكن أن تقف على عتبة التاريخ والتطور، وأن تواصل بالنهج القديم الذي كان مقبولا في عقود سابقة، وأصبح الجيل الجديد يرفضه تماما، وبين من بقوا حبيسي الماضي، عاجزين عن تطوير نفسهم وأفكارهم وقناعاتهم وأدائهم في كل المجالات، من التلفزيون إلى السياسة إلى الاقتصاد إلى تدبير المجتمع.

هذا الفارق المهول بين من دخلوا العصر من أوسع أبوابه، وبين من بقوا حبيسي دعاية الستينيات والسبعينيات، هو الذي صنع الهوة الكبيرة الموجودة بين جيل الشباب الذي يطالب اليوم المترهلين في كل مكان بالانسحاب، وبين القابضين على المناصب والمكاسب منذ الستينيات والرافضين التزحزح ولو قليلا إلى أن يضطر سيدنا عزرائيل رضي الله عنه وأرضاه، ملاك الموت، للتدخل بنفسه وحل الإشكال مع هؤلاء المزمنين الذين لايكتفون بالإساءة لأنفسهم، بل يسيئون لبلدانهم، وهم يقدمون عنها صورا مضحكة تجوب العالم كله لكي يتندر منها وعليها، ولكي يطرح السؤال: أحقا لازال معنا في زمن التقدم التكنولوجي الرهيب من يشتغل بكاميرات الأعراس في تلفزيونه الرسمي، وهو يتوفر على أموال كثيرة، وعلى مقدرات نفطية مهولة، يذهب نصفها إلى جيوب من ألفوا الاستيلاء على كل شيئ، ويذهب النصف الثاني لتمويل الانفصاليين وتسليحهم وإطعامهم وتسفيرهم ضد في بلد جار؟

فرضت المقارنة نفسها بين الجودة والتطور والتقدم الذي قدمته لنا مشكورة دوحة الخير، وبين الضحك المبكي الذي قدمه الجنرالات عن بلادهم العظيمة التي تستحق فعلا من هم أفضل من هؤلاء المترهلين بكثير.

على الأقل - أيها الكابرانات - إذا لم تستطيعوا الاجتهاد حاولوا أن تنقلوا من البلاد التي تفوقت عليكم. وإذا استحييتم - وإن كان الأمر مستبعدا لأن الحياء لا يعرف طريقا لكم - من النقل الحرفي من الجار القريب، فلابأس من تقليد أهلنا البعيدين، أيها الكسالى المترهلون...