رياضة

#ملحوظة_لغزيوي: المغرب VS الجزائر

المختار لغزيوي - الأحداث?? المغربية الخميس 09 ديسمبر 2021
6A5643F8-94C2-4E34-A315-6BE85CEF265B
6A5643F8-94C2-4E34-A315-6BE85CEF265B

AHDATH.INFO

هو لقاء كرة، لا أقل ولا أكثر.

مهما قال لكم المتحمسون أكثر من اللازم، هو لن يتجاوز في أحسن الأحوال مباراة ننتصر فيها ونمضي نحو النصف، وهذا مانتمناه في هاته الكأس العربية الخاصة من نوعها، ولن يتجاوز في أسوأ الأحوال الانهزام - وهو أمر وارد جدا في الكرة - والإقصاء والعودة ب «وليدات عموتة » إلى أرض الوطن من أجل الاستعداد لمباريات أخرى والسلام.

الذين يريدون أن يجعلوا من مباراة بين الرديفين، وليس حتى المنتخبين الأولين، مسألة حياة أو موت، بينهم وبين الفهم السوي للأشياء مسافات بعيدة للغاية.

والذين يعتقدون أننا لمجرد الانتصار على الجزائر، سنؤكد بأن دفاعنا الدائم عن وحدتنا الترابية هو أمر عادل قوم لا يفهمون كثيرا.

والذين يتوقعون في الجهة الأخرى أن انتصار فريق الكرة الجزائري على فريق الكرة المغربي السبت سيكون دليلا على أن محور الممانعة قد انتصر، وأن المطبعين قد انهزموا هم أيضا قوم حمقى.

في السنوات الأخيرة، وهاته ننحو فيها باللوم على القنوات المشرقية الجاهلة (التي تفتح الميكروفونات لأناس من طينة حفيظ الدراجي) التي استلت من الحروب المتخيلة والحقيقية قواميسها، وحولت مباريات الكرة إلى ساحات حرب مضحكة، لم يعد الجمهور العربي قادرا على التمييز بين البديهيات البسيطة.

لذلك تجاوز حب الكرة أو الشغف بها الحدود المسموحة، وضرب الناس بعضهم واعتدوا على بعضهم وقتلوا بعضهم، وشاهدنا مشاهد مخجلة في أكثر من ميدان وأكثر من بلد، ارتكبها قوم لم تعد لديهم الفطرة السوية والسليمة للتمييز بين مباراة رياضية (هي مباراة رياضية في البدء وفي المنتصف وفي الختم) وبين بقية الأشياء.

لا أحمل كثيرا نظام الكابرانات في الجزائر في قلبي، ولدي موقف أعبر عنه باستمرار تجاه مايفعله معنا هذا النظام، وأستعمل عبارة « جار السوء » دوما عن صدق وإيمان للحديث عن كل مايرتكبه تجاه وطننا الممسكون بزمام الأمور في الجار الشرقي. لكنني أعرف التمييز بين هاته الأمور الجدية والحقيقية والواقعية والحاسمة فعلا، وبين مباراة كرة قد تحسمها ضربة جزاء متخيلة، أو طرد غير عادل أو كرة تصطدم بقائم أو عارضة وتدخل أو تخرج.

في العادي من الأوقات نعيب على صحافة جار السوء حمقها ورعونتها وعدم قدرتها على التعامل العاقل مع الأشياء.

علينا ألا نقلد الحمقى في حمقهم.

مقابل جنون الجيران، علينا أن نبقى المغاربة العقلاء، اليوم وغدا وإلى آخر الأيام، وإلى أن تنتهي كل المباريات الجدية والأقل جدية في الكون كله.

فقط، لاغير.