بعد دعوة الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير ، الجزائر "العمل سويا وبناء علاقات ثانية متينة وأيضا فتح الحدود بين البلدين، رد الرئيس الجزائري باشتراطات ملغومة تكشف غياب إرادة لدى حكام الجارة الشرقية في طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.
واوردت يومية الخبر الجزائرية أن الرئيس تبون خلال لقائه الدوري مع الصحافة ليلة الأحد، قال إن " الجزائر مستعدة لحل المشاكل بين الطرفين واحتضان لقاء بينهما على أرض الجزائر ولكن بما يرضي الطرفين".
وللتهرب من المبادرة المغربية، اكد الرئيس الجزائري، حسب المصدر ذاته، أن " المشكل الظرفي الحالي هو الأهم، خاصة وأن الدبلوماسي المغربي عمر هلال صرح بأمور خطيرة جدا جعلت الجزائر تسحب سفيرها من الرباط، مضيفا أنه "رغم هذا لم يأت تجاوب من المغرب".
تصريح الرئيس الجزائري لم يتغير ، وهو نفسه الذي أدلى به عند أداء اليمين الدستوري لحظة تنصيبه، وردد فيه نفس محددات العقيدة السياسية لحكام الجزائر والمعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية ، وذلك بإصراره على التأكيد كما قال أن " مسألة الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار وهي قضية بيد الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي"، رغم أن نزاع الصحراء ليس تصفية استعمار بعد أن استعادتها المغرب من الإسبان.
وقبل ذلك تجاهلت الجزائر اليد الممدودة للمغرب بمناسبة الذكرى 43 لخطاب المسيرة الخضراء، حين دعا الملك محمد السادس قادة الجزائر الى حوار صريح وواضح لتجاوز كل الخلافات واقترح تشكيل لجنة للحوار لتجاوز الجمود مع الجارة الجزائر.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد دعا في خطابه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين, "فخامة الرئيس الجزائري ، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي بناها شعبانا، عبر سنوات من الكفاح المشترك".
وتأسف جلالته "للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر"، والتي قال انها "تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية".
ودعا جلالته الى فتح الحدود بين البلدين, وقال ان " "قناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين". جدد الدعوة "الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار".