آراء وأعمدة

طلحة جبريل يكتب: معركة ترامب وتويتر!

طه بلحاج الاحد 31 مايو 2020
TALHA_GIBRIEL_MUSA
TALHA_GIBRIEL_MUSA

AHDATH.INFO

المؤكد أن المعركة الدائرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشبكة تويتر هي من إفرازات أسوأ جائحة يعرفها العالم، هذه المعركة لابد من متابعتها عن كثب، لأنه سيكون لها ما بعدها. على الرغم من تهديدات ترامب فإن «تويتر» إختار التصعيد.

لكن قبل الدخول في تفاصيل هذه المعركة وما ستفرزه من تداعيات، إيجابية وسلبية، أنقل لكم توصيفاً طريفاً كتبه صحافي بريطاني يقول فيه «على الرغم من غضب ترامب العارم حول ما يعتبره تهديدا لحرّية التعبير، لا يبدو أنه سيغلق الموقع الذي أصبح منصته الرئيسية لإيصال رسائله. هما كالزوجين المتخاصمين، يحتاج أحدهما الآخر. ولو أن البعض يشك في أن تويتر يميل إلى طرد الرئيس وتغيير الأقفال».

اندلعت المعركة بين ترامب وتويتر، وظني أنه سيدخل التاريخ بأعتباره أكثر رئيساً مثيراً للجدل، عندما شرعت الشبكة، المتخصصة في نشر الأخبار المقتضبة، في وضع تحذيرات تشكك في مصداقية ما يكتبه ترامب، عن الجائحة.

وآخر تصعيد كان من طرف «تويتر» عندما نشر ترامب يحذر من احتجاجات مدينة «مينيابوليس» عقب تعنيف أميركي أسود يدعى جورج فلويد بطريقة بشعة من طرف شرطي مما أدى إلى موته.

وفي تغريدة حول احتجاجات إزاء مقتل فلويد، حذّر ترامب قائلاً: «حين يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار». حجبت «تويتر» التغريدة وبررت ذلك بأنها تروج لأعمال عنف.

ظني أن تهديدات ترامب بإغلاق «تويتر» في الحالتين، سواء إذا نجح في ذلك أو أخفق في مسعاه، ستكون بداية جديدة لأوضاع الشبكات الإجتماعية. ويجب أن نضع في الإعتبار أن قراراً بالإغلاق لابد أن يذهب إلى الكونغريس، وإذا حدث ذلك ستبدأ معركة سياسية ملتهبة بين ترامب و«الديمقراطيين».

أنتقل إلى جانب آخر له علاقة بالموضوع.

قبل سنوات قلت في أطروحة جامعية إن إدمان «الشبكات الإجتماعية» سيفرز ثلاث نتائج:

 تراجع الوعي، والعزوف السياسي، وتأجيج العنف اللفظي والجسدي.

 بعض الناس يطلقون تسمية «الإعلام الجديد» على الشبكات الإجتماعية، التي يمكن مطالعتها من أي هاتف محمول أو حتى في أبواب الثلاجات كما هو الشأن في الغرب.

 يعتقد كثيرون بتأثير الحمولات الإيديولوجية، إنه يجب على أي شخص أن يقف من أي ظاهرة بمنطق مع أو ضد؟ هذا خطأ. إذ لا يمكن أن يقف أي شخص عاقل من التكنولوجيا بمنطق ضد أو مع. الموقف السليم من وجهة نظري ماذا يمكن أن يضيف هذا الإعلام إلى المعرفة.

لدي تخوف حقيقي بأن الوعي في مجتمعاتنا سيعرف مزيداً من التراجع بسبب ما يمكن أن نطلق عليه «قتل الوقت» على الهواتف المحمولة. أما خرافة «المواطن الصحافي» فهي تذكرنا بخرافة «الأطباء الحفاة» في الصين.

لا أزيد.