السياسة

عبد العالي دمو: ابن كيران يحسن الإصغاء لمعارضيه ولشكر يريد معارضة بدون بدائل

أسامة خيي الاثنين 09 مارس 2015
عبد العالي دمو: ابن كيران يحسن الإصغاء لمعارضيه ولشكر يريد معارضة بدون بدائل
دومو

AHDATH.INFO - متابعة

الوضع داخل حزب الاتحاد الاشتراكي وسياقات تأسيس حزب جديد ومستقبله، وعبد الإله بن كيران وادريس لشكر، مواضيع من أخرى، أدلى من خلالها القيادي في تيار «الديمقراطية والانفتاح»، عبد العالي دمو، باعترافات أغنت حلقة مساء يوم الجمعة الماضي من برنامج «في قفص الاتهام» الذي تبثه إذاعة «ميدو راديو».

دومو، الذي يعد أحد الغاضبين على طريقة تدبير إدريس لشكر للحزب، قال إن «التيار قرر الانشقاق عن الاتحاد الاشتراكي، وتأسيس حزب جديد بعدما فقد الأمل في التأقلم مع القيادة الحالية»، بسبب ما اعتبره «انحرافا للحزب عن مساره وأهدافه التي تأسس عليها  في بداية الأمر».

قيادي تيار «الديموقراطية والانفتاح»، الذي أكد أنه ليس لديه أي طموح لقيادة الحزب الجديد، الذي سيرى النور في منتصف ماي المقبل على أبعد تقرير، ذهب أبعد من ذلك في انتقاده للأوضاع السائدة داخل «القلعة الاتحادية»، حيث ِقال إن  الاتحاد الاشتراكي بسبب انحرافه على هويته «تحول من حزب سياسي إلى نادي».

غير أن رئيس جهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا، لم يتوان في استغلال الفرصة ليتوقف عند أصل الخلافات داخل الاتحاد الاشتراكي وأدت به إلى جانب رفاقه في تيار الديموقراطية والانفتاح إلى النزول من سفينة حزب الوردة، فأولى شرارات هذه الخلافات، حسب الأستاذ الجامعي، انطلقت من المؤتمر الوطني الأخير، الذي انتخب فيه ادريس لشكر كاتبا أولا، فطريقة وصوله إلى قمرة القيادة، تم فيها استعمال «الغش»، يقول دمو، والذي أكد أن هذه الحقيقة جاءت على لسان عبد الواحد الراضي، الذي تكلف بالإعلان عن النتائج، والذي قال «لم يكن هناك تزوير، وإنما كان الغش».

واستطرد دومو، الذي مازال يعتبر نفسه برلمانيا باسم الاتحاد حتى سنة 2016، في التفصيل في الأزمة داخل الاتحاد، حيث توقف عند مرحلة ثانية ستعمق الخلافات أكثر، وهي لحظة  تشكيل المكتب السياسي للحزب، يقول دومو، «فبعد تفاعل الكاتب الأول مع فكرة تأسيس التيار في البداية، تفاجأنا بانقلابه على الفكرة وتم تشكيل مكتب على المقاص»، وحينذاك بدأت الأمور تتجه نحو القطيعة، والتي تكرست بالإعلان عن تأسيس إطار حزبي جديد.

ولم تتوقف انتقادات دومو لإدريس لشكر لطريقة تدبيره للحزب فقط، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى الفريق البرلماني وطريقة ممارسته للمعارضة، فبعدما أثنى القيادي بتيار الديموقراطية والانفتاح على رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بكونه رجل «يحسن الإصغاء إلى المعارضة»، آخذ دومو على لشكر بكونه يريد من الفريق النيابي للحزب بأن «يمارس المعارضة بدون طرح البدائل»، فهذا بالنسبة للبرلماني، ليس أسلوبا للعمل البرلماني، قائلا «نحن لا نؤمن بمعارضة بدون طرح البدائل».

وأعطى دومو المثال على ذلك بنظام «المقايسة»، الذي اعتمدته الحكومة في بداية 2013 للتخفيف من أعباء ارتفاع أسعار النفط على صندوق المقاصة، فهذا النظام يقول دومو «من وضع حكومة التناوب»، التي كان يقودها الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي، «فلماذا يعارضها لشكر وأصحابه اليوم؟» يتساءل القيادي بتيار الديموقراطية والانفتاح، الذي اعتبر معارضة الحزب لا تخرج عن إطار المعارضة من جل المعارضة.

وإذا كان دومو ورفاقه في التيار قد اقتنعوا بأن إمكانية التعايش داخل الاتحاد الاشتراكي «لم تعد ممكنة»، فإن تأسيسهم لإطار حزبي جديد، أملته عدة اعتبارات، أولها يقول البرلماني الاتحادي أنه «لم يعد لنا خيار آخر، فنحن مطرودون من الحزب، ثم إن المجتمع المغربي في حاجة إلى قيمة مضافة أخرى للمشهد السياسي»، وذلك قبل أن يختم القول في النهاية موجها كلامه لإدريس لشكر «الله يجيب لك التيسير».

 

رضوان البلدي