السياسة

تبون يتناسى هموم شعبه ويعلن من أديس أبابا مواصلة الإنفاق بسخاء على البوليساريو!

مجيد حشادي الاثنين 10 فبراير 2020
عبد-المجيد-تبون-في-أديس-ابابا-660x330
عبد-المجيد-تبون-في-أديس-ابابا-660x330

AHDATH.INFO

مرة أخرى يتأكد أن النظام في الجزائر لم يتغير، وأن تبون هو نسخة منقحة من بوتفليقة، وهو أمر فطن له الشعب الجزائري، الذي لايزال يواصل حراكه منذ حوالي السنة للمطالبة برحيل النظام.

تبون الذي جاء ليعلن أنه رئيس حقيقي، أعاد منذ أول دخوله قصر المرادية، اسطوانة العداء للمغرب، باعتباره إحدى أولوياته، متجاهلا مايحدث خارج قصره من حراك شعبي تواصل للأسبوع الـ50 دون انقطاع.

وكما ردد تبون في أول لقاء له مع الصحافة الجزائرية، بأنه لن يفتح الحدود مع المغرب إلا إذا اعتذرت الرباط!، عاد مجددا لترديد نفس الشعارات التي أصبحت من مخلفات الحرب الباردة، حيث انتهت هذه الحرب، وأصبح الغرب والشرق كتلة واحدة، لكن نظام الجزائر، ظل وفيا لهذه الخزعبلات التي استنزفت خزينة دولة البترول وجعلتها على حافة الإفلاس.

رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، قال أمس في المؤتمر الإفريقي بأديس أبابا “أن الجزائر الجديدة ستظل وفية لمبادئها والتزاماتها تجاه القارة الإفريقية والقضايا العادلة، وتطلع من الآن بدورها كاملا في إفريقيا والعالم”، وهو كلام يبدو في ظاهره منطقيا، لكنه يكشف حالة الخواء التي يعيش عليها النظام الجزائري، والتي تجعله لايستطيع العيش خارج منظومة هذا العداء للمغرب.

تبون الذي تحدث عن "المبادئ والتوابث الجزائرية"، عاد بعد ذلك ليكشف عن هذه الثوابت، حين قال أن الجزائر لها مواقف معروفة في نزاع الصحراء، وهي “المدافعة و الممولة بكل سخاء عن جبهة البوليساريو للحصول على تقرير مصيرها”.

إن من يتابع سلوك النظام الجزائري عبر التاربخ، لايسعه إلا أن يشعر بالشفقة على الشعب الجار، والذي استطاع أن يبهر العالم بحراكه الشعبي، لكن ذلك لم يحرك شعرة واحدة في نظامه.

فلا انتهاء الحرب الباردة أْعاد له صوابه، ولا تراجع مداخيل الغاز، وأزمات الدواء والحليب وغلاء المعيشة، جعلته يلتفت لشعبه، ولاصراخ الملايين المطالبين بالعيش الكريم والحرية والديموقراطية، كان كفيلا بأن يراجع حساباته ويقرر البحث عن المصلحة الحقيقية لشعبه.

وبالخلاصة، فإن تفسيرا وحيدا لكل هذا يمكن أن يقدم، هو أن النظام الجزائري، والذي لايمثل بالقطع الشعب الجزائري، يخوض حربا بالوكالة لفائدة جهة ما، وأنه ليس سيد قراره لأن يفكر في مصلحة شعبه، الذي طالب كثيرا بوقف الإنفاق على الطغمة الفاسدة للبوليساريو من أموال الشعب الجزائري، بعيدا عن شعارات تبون التي رددها في مؤتمر أديس أبابا، حين تحدث عن أن النظام الجزائري يمضي قدما في تجسيد إصلاحات لما يتيح التغيير المنشود وبناء دولة مبنية على الحوكمة!!