مجتمع

ساكنة اليوسفية بالرباط تعيش الهلع بسبب الخوف من الترحيل

فطومة نعيمي الاثنين 13 يناير 2020
0-2
0-2

AHDATH.INFO

عاشت ساكنة الحيين الشعبين، الرشاد والفرح، بمقاطعة اليوسفية هلعا شديدا بسبب اعتقادها أن السلطات المعنية ستُقدم على «ترحيلها». وذلك، خلال نهاية الأسبوع.

فمبجرد أن رأت الساكنة إعلانا زرع على قارعة الطريق يُعلن انطلاقة أشغال التهيئة، التي سيشهدها الحيين، حتى خرجت للشارع يدفعها الخوف من المستقبل. وذلك، خاصة أن الساكنة ظلت لسنوات تعيش تحت ظل التهديد بالترحيل وتناسلت الشائعات بهذا الشأن مما حرك المخاوف مجددا.

وفي حقيقة الحال، ستباشر ولاية الرباط - سلا - القنيطرة، تهيئة واحدين من أقدم الأحياء الرباطية الشعبية. وقد عمد والي الجهة، محمد اليعقوبي، الإثنين 13يناير 2020، إلى الإشراف على انطلاقة أشغال التهيئة، التي ستشمل التبليط وتجهيز الحيين بالإنارة العومية وشبكة التطهير السائل وكل الاحتياجات اللازمة. وذلك، استجابة لمطالب ساكنة الحيين المتعلقة.

وتروم هذه الأشغال الأولى من نوعها بالمنطقة إلى تهيئة الأحيـاء نـاقصة التجهيز بمقاطعة اليوسفية من قبيل تبليط أزقة كـل من حي الفرح وحي الرشاد، و تزويدها بشـبكة التطهير السائل ، و ترصيف الشوارع والساحات العمومية والإنارة  العمومية، وترميم المنازل، و خلق مساحات خضراء..

ولعقود ظلت أحياء مقاطعة اليوسفية، خاصة، ضحية المزايدات السياسية للأحزاب السياسية المتعاقبة على مجالس دائرة اليوسفية. وقد كان الاستغلال الانتخابي للأحياء الشعبية المأهولة للدائرة ديدن الأحزاب وخاصة الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة وكذا العدالة والتنمية. وظلت هذه الأحياء لعقود عرضة للتهميش والإقصاء خارج الدينامية التطورية، التي تعيشها الرباط والتحولات الكبرى، التي أضحت تعرفها منذ سنوات الآن.

وتأتي عملية تهيئة  الأحياء المذكورة  كاستمرارية لمختلف أوراش مشروع «الرباط مدينة الأنوار»،  الذي يروم الإسهام في تحديث عاصمة المغرب وتعزيز مكانة المملكة باعتبارها وجهة سياحية رائدة.

هذا المشروع الملكي، الذي يسعى إلى جعل الرباط قطبا للإشعاع الثقافي للمملكة، من خلال الارتقاء بالبنيات التحتية للعاصمة، وتطوير الإنارة العمومية والمرافق الإدارية والثقافية والترفيهية، يعد مشروعا طموحا يحمل قيمة مضافة ستمكن الرباط من تحقيق هذا الإشعاع عبر بوابة تثمين التراث، وحماية الفضاءات الخضراء، وتحسين الولوج إلى مختلف الخدمات وتعزيز حكامة المشاريع المهيلكة، التي ستساهم في ضخ دينامية جديدة وتكثيف وتيرة الأنشطة الثقافية.

وكان الملك محمد السادس، قد أعطى بتاريخ  12 ماي 2014 انطلاقة البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط (2014-2018)، والذي أطلق عليه جلالته «الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية»، كورش هام يأتي في إطار الرؤية الملكية الهادفة إلى تطوير النسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وفقا لرؤية متناغمة ومتماسكة ومتوازنة.