مجتمع

تورط في عملياتها طبيب.. تفكيك شبكة لحوادث السير الوهمية بالجديدة

رشيد قبول الاثنين 13 يناير 2020
المحكمة الابتدائية بالجديدة
المحكمة الابتدائية بالجديدة

Ahdath.info

من شهادة طبية مشكوك في فترة العجز التي تحملها، ومن نفي السائق أن يكون صدم من ادعى أنه كان ضحية لحادثة سير انطلقت الأبحاث، ليكتشف المحققون أنهم أمام شبكة تعودت اختلاق الحوادث الوهمية، تارة لابتزاز السائقين، وأخرى للاستفادة من تعويض التأمين، في ظروف ملتبسة تحيط بها الكثير من الشكوك.

فحسب ما أفادت به مصادر مطلعة، فإن تحقيقات باشرها المركز الترابي للدرك الملكي بمدينة الجديدة، مكنت من كشف متورطين في خلق حوادث وهمية، على طريق "مصور راسو" الرابطة بين مدينتي الجديدة وسيدي اسماعيل.

وفي تفاصيل هذا الملف ذكرت مصادرنا أن تبليغا عن حادثة وقعت بطريق "مصور راسو" جعلت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي بالجديدة تنتقل إلى مكان الحادثة، حيث وجدت سائقا كان على متن دراجة نارية يئن ويصيح، مدعيا أنه يتألم جراء إصابته في حادثة سير بعدما صدمته شاحنة.

لكن سائق هاته الأخيرة وقف مستغربا، مؤكدا عدم صدمه ل "الضحية المزعوم"، الذي تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ومع توصل مركز الدرك الملكي بشهادة طبية تثبت مدة العجز في 20 يوما، قرر المحققون التماس إجراء خبرة مضادة على الضحية، وهي الخبرة الثلاثية التي أنجزها أطباء متخصصون من القطاع العام، أثبتوا خلالها أن الضحية سليم ومعافى، ولم يسبق له أن أصيب بأية إصابات.

وعند هذه النتيجة واجهت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي الجديدة الأطباء بالشهادة التي سبق أن أدلى بها الشخص الذي أخضع للخبرة، والمسلمة من طبيب يعمل إدارة مستشفى (محمد الخامس) القديم بمدينة الجديدة، حيث تبين أن الطبيب الذي منح الشهادة المذكورة «لا حق له في ذلك وليس من اختصاصه»، وأن معطياتها لا تتطابق مع الوضع الصحي للضحية المزعوم، الذي ظهر أنه تخصص في اختلاق الحوادث الوهمية من أجل ابتزاز السائقين الذين يختارهم بعناية، بعد أن يتعمد الاصطدام مع مركباتهم، في أوضاع لا تشكل أي خطر عليه.

وبأمر من النيابة العامة تمت إحالة الطبيب والمتهم باختلاق الحوادث على المحكمة الابتدائية بالجديدة التي أدانت الطبيب بالحبس الموقوف التنفيذ، فيما أدين مختلق الحوادث الوهمية بخمسة أشهر حبسا نافذا، قضاها وراء القضبان، بعد تسجيل ارتفاع كبير لحالات حوادث السير من هذا القبيل على طريق "مصور راسو"، والتي تبين أن العديد منها "غير حقيقي".