ثقافة وفن

#ملحوظات_لغزيوي : نتفرجوا هنا ولا لهيه؟

المختار لغزيوي الأربعاء 08 مايو 2019
programme-2m-ramadan
programme-2m-ramadan

AHDATH.INFO

ملحوظة لابد منها كلما هل علينا الشهر الفضيل، تخص البرمجة التلفزيونية لدينا في المغرب مقابل الأخرى في القنوات العربية الكبيرة، خصوصا المصرية منها والخليجية المتقدمة، والقصد الإم بي سي أولا بكل فروعها ثم قنوات دبي وأبو ظبي.

أصبحنا مقتنعين جميعا بأننا إذا ما أردنا فرجة راقية على مسلسلات تشد أنفاسنا الشهر كله، فالوجهة الوحيدة المتاحة أمامنا هي هاته القنوات

أصبحنا أيضا مؤمنين بأن فترة مابعد الإفطار هي فترة فرجة على المنتوج الوطني الذي يحق لنا أن نعطف عليه إن لم نكن قادرين على الإعجاب الحقيقي به، ويجب علينا أن نتعاطف مع المشتغلين فيه إن لم يستطيعوا أن يشدوا أنفاسنا بأداء فني وإبداعي يحتم علينا التصفيق لهم والصراخ باسمهم في كل الساحات.

لن نستبق الأحداث ولا المسلسلات ولا السلسلات ولا البرامج الرمضانية التي سيقترحها علينا تلفزيوننا المحلي، لكن السنوات وخبرة السنوات علمتنا أن نخاف من طول هذا الحبل طالما أن ثعابين كثيرة خرجت لنا غير مامرة من جحور البرمجة الرمضانية هاته لكي تلدغنا وتختفي.

ولن نحكم قبل مشاهدة ماتم تهييئه لكن لا مفر من أخذ الكثير من الحيطة والحذر، لئلا يصدم الإنسان مجددا مثلما صدم في السنوات الفارطة، ولئلا نعلي من منسوب التفاؤل ونجد أنفسنا في الختام أمام ضرورة الاعتراف بأنه ليس في الإمكان أحسن مما كان أو هذا على الأقل مايراد إقناعنا به منذ سنوات عديدة.

وحقيقة لا مفر من ملحوظة أخرى أساسية في هذا الاتجاه تتساءل عن سبب تكرار بعض الوجوه لبعض التجارب كل فصل رمضاني، دون أن تقدم الإضافة الفعلية التي تسمح لها بتكرار الحضور هذا.

ذلك أنه في القنوات الأخرى التي تحترم مشاهديها، والتي تبذل جهدا حقيقيا لأجل تقديم طبق تلفزيوني رمضاني مغري لهم، يتكرر فعلا ظهور بعض الوجوه كل رمضان، لكن هاته الوجوه لديها شفاعة التميز التي تجعلها، كل في مجال تخصصها أو إبداعها أو فنها، تشد عينة محددة من الجمهور أو شريحة معينة، مايفرض على القنوات التي تتعامل معها أن تعود للتعاقد معها في الفصل الموالي، وفق لعبة رابح/رابح التي تجمع هاته القنوات بمشاهديها ومنتوجها ومستشهريها وكل عوالم اشتغالها

لدينا هاته القاعدة لم تجد بعد طريقة لتطبق نفسها علينا جميعا دون أن يثار كثير من القيل والقال. بعض المنتوجات التي مرت في سنوات سابقة كانت كارثية بكل ما في كلمة الكارثة من معان، وكانت فضائحية بكل ما في عبارة الفضيحة من دلالات، لكن أصحاب هاته المنتوجات وجدوا الطريقة المرة بعد الأخرى لكي يطلوا على المغاربة من نفس القناة التي مروا منها المرة الأولى سواء كانت هاته القناة أو تلك، وهنا يطرح سؤال فعلي عن السبب  الحقيقي وعن الارتباطات الخفية، وعن كثير الكلام الذي نسمع بعض المتضررين من العملية الإنتاجية في التلفزيون يرددونه دون أن يكون لدينا عليه دليل لإثباته، لكن أيضا دون أن يكون لدينا دليل عليه لنفيه..

ولأن الصب تفضحه عيونه، ولأن بعض الأشياء غير قابلة للتفسير، أو لنقل هي قابلة لتفسير واحد وأوحد ووحيد، فإن أسئلة المشاهد المغربي حول بعض المنتوج التلفزيوني وحول تكرار بعض الوجوه دون غيرها وحول حظوة شركات معينة هو سؤال مشروع الطرح ولا مفر من التأمل فيه إن لم نكن قادرين على الإجابة عليه الآن بمعطيات محددة ودقيقة لا تظلم أحدا.

في الحكاية الإبداعية هاته المشكلة الصغيرة الوحيدة هي أن هذا المجال هو مجال مفضوح، ليس فيه أية إمكانية لكي تخدع الناس ولكي تقنعهم بأن منتوجا جيدا هو رديء أو لكي تدخل إلى أذهانهم العكس بأن تقنعهم بأن منتوجا رديئا هو في غاية الروعة، وهذا حتى وإن كلفت كل صحافيي العالم وكل المتطوعين للكتابة وكل من لم يشعل جهاز تلفزيون في حياته بأن يقدم لك شهادة الزور هاته

الشهادة الوحيدة الصادقة والتي لاتقبل نقاشا في هذا الصدد هي عندما يفغر المشاهد فاه دهشة ويصمت مستمتعا من بداية الحصة التلفزيونية حتى نهايتها. أما إذا وجدته مثل حالة المشاهد المغربي مع تلفزيون رمضان في السنوات السابقة، لئلا نحكم على السنة الحالية وهي لم تبدأ إلا بالكاد يقول وهو يتفرج "لا حول ولا قوة إلا بالله" أو "آش هاد البسالة" أو "حموضة فاقت الحدود"، أو "شنو هو هاد الشي بالتحديد"، فاعلم حفظك الله أن جهة ما "زكلتها" في مكان ما.. إما في الإنتاج الأولي وكفيية توزيع مال العمل أو في طريقة منح هذا العمل لأناس لايتقنون التعامل معه، أو في أي طريقة أخرى من طرق صناعة هذا العمل منذ لحظة التفكير فيه الأولى وحتى لحظة وصوله إلى المشاهدين.

نتمنى - على سبيل استباق الخير والاستبشار به- أن تكون الأشياء قد تغيرت، وأن نشرع في رؤية نتائج دفاتر التحملات الشهيرة، وطلبات العروض الأشهر، بأن نمسك بتلابيب مشاهدنا المحلي لدينا هنا أمام قنواتنا المحلية، وألا نطرده إلى القنوات الأجنبية لكي يجد فيها ضالته وهو يردد مثل عادته دائما "حتى مش ماكيهرب من "تلفزيون" العرس" مع الاعتذار على التحوير الضروري واللامفر منه في هذا المجال بالتحديد، لأسباب لا تخفى على لبيب...