السياسة

الخمال: الإعلام تعامل مع ضحايا أحداث 16ماي بعشوائية كبيرة

الكبيرة ثعبان الاحد 13 يناير 2019
1-3
1-3

AHDATH.INFO

اعترفت سعاد البكدوري الخمال; الخبيرة في قضايا الإرهاب;  في شهادة مؤثرة تبوح بها  لأول مرة، بأن الإعلام  تعامل مع ضحايا 16ماي الإرهابية بعشوائية كبيرة.

وأشارت الخمال في شهادتها التي قدمتها بعد ظهر أمس السبت خلال الندوة العلمية التي نظمها المعهد المتخصص في الصحافة ومهن السمعي البصري ببني ملال، إلى غياب المهنية في مجال التعامل مع الجمعية، ماعدا في ذكرى 16ماي «حيث يتم انتشالنا من الأرشيف، و يتم استدعاؤنا  لنتكلم  عن الذكرى ثم نعود للأرشيف في حين أن عند الجمعية مشروع عمل يمتد طول السنة» .

من جهته شدد  البشير الزناكي الصحفي منسق التحرير لإكنوميا، على أنه في سياق العمل الإرهابي "من الضروري تجريد المعلومات من أي وجه إيديولوجي وأي تلميح بشكل مبرر للأفعال، و وضع المعلومات في سياقها فهي ليست عن الإثارة".

وأوضح  البشير الزناكي، "حين تغطية الوقائع المتعلقة بالإرهاب لاتكمن المشكلة عموما في صحة الوقائع بل في ترتيبها".

وزاد موضحا  " أن للجمهور الحق في معرفة الحقيقة لكن على الصحفي أن يسلمها في إطار من المسؤولية ".

واستطرد موضحا إن  "الصحفي يبحث عادة عن التميز والسبق لكن من النادر جدا حصول هذا في قضايا الإرهاب، لأن الجميع يروي نفس القصة مما يدفع إلى اتهام الإعلام  بتحوله إلى صحافة التصريحات، ويجد الصحفي نفسه أمام قيود كثيرة منها حقوق الإنسان الأساسية، الأحكام القانونية المتعلقة بسرية التحقيق ، وحقوق الضحايا ..".

وزاد مفصلا في إشكالية المصادر، أن  "في ملفات الإرهاب، غالبا ماتكون مصادر المعلومات مملوكة بشكل حصري من قبل جهاز الأمن أو العدالة، ومصادر المعلومات  تكون أيضا في أيدي الإرهابيين ، الذين يعملون على نشرها مباشرة وفقا لتصميماتهم إلى وسائل الإعلام، أو عن طريق وسطاء، وغالبا ما يضاف إلى هذه المصادر المحامون وعائلات الضحايا والإرهابيين".

وقال فيما يخص إشكالية النشر والبث ، إنه "ليس من حق الأجهزة الأمنية والمحاكم ، أن تقرر ما هو قابل للنشر وماهو غير قابل للنشر في هذا الموضوع ، لأن وحدها السلطات المعنية مباشرة بهذا القرار،  لكن من خلال المسؤولية الاجتماعية للصحفي  الذي يشكل القاعدة الأساسية للعمل الصحفي".

مذكرا  بأن "الحق في الحياة يسبق الحق في الإعلام ومن هنا الحاجة إلى التحكيم بين  الأولويات بطريقة ملموسة بتقييم مخاطر بعضها على البعض " .

من جانبه قال الدكتورعبد الله زيو زيو طبيب نفساني ومحلل نفسي. إن "قضية  دبح وتقطيع الرؤوس في تاريخنا كانت موجودة في المجتمع المغربي، والناس كانوا يمرون على الرؤوس معلقة لشهور. والتأثير النفسي تأثير عميق".

وأشار زيو زيو إلى وجود تطور في التناول الإعلامي لقضايا الإرهاب منذ سنة 2003 إلى الآن. ولفت المتدخل الانتباه بأن "الفكر الداعشي الذي يعمق من وعينا هو الذي أن يجب دراسته ، لأنه  عمل متكامل متعدد التخصصات من أجل التعمق، وفهم الإرهاب لرد الهناء والطمأنينة للشعب المغربي". قبل أن يضيف موضحا ،" بكل الديانات لاتوجد علاقة جدلية بين الإسلام والإرهاب".

وإلى ذلك فقد انصبت تدخلات الطلبة وباقي الحضور أثناء فتح المجال للنقاش حول الجانب الإعلامي والنفسي للضحايا.