اقتصاد

إفران: 200 خبير يناقشون سبل تنمية الاقتصاد الإفريقي

الحسن زاين: ( صحافي متدرب ) الجمعة 30 نوفمبر 2018
1-4
1-4

AHDATH.INFO

قال مستشار الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، محمد سؤال، الخميس: " إن إفريقيا لديها القدرة على إطعام العالم بأكمله، لكن الدخل الفلاحي لا يزال منخفضًا للغاية ".

وتابع سؤال خلال مداخلته ضمن أشغال الجلسة العامة الأولى لانطلاق فعاليات الدورة الثالثة للقمة الإفريقية للتجارة والاستثمار، بمدينة إفران: " إن المزارعون الأفارقة يواجهون مشكلتين رئيسيتين، وهما الإنتاجية المنخفضة للغاية وصعوبة الوصول إلى السوق، ولذلك فمن الضروري تطوير إفريقيا من خلال الزراعة لكن لا ينبغي أن يقتصر على القطاع الخاص بل يجب أن يمتد ليشمل السياسات العامة، لأنه يعتبر مصيرا جماعيا ".

وأكد المستشار ضمن الجلسة ذاتها حول موضوع: " الصناعات التحويلية والصناعة الرقمية، رافعة للنمو المستدام  بإفريقيا "، على أن إفريقيا تمتلك 60٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، إلا أنها تستورد الكثير من الخارج، في حين يستمر التوسع الحضري في تقليص المساحة الزراعية في العالم، باستثناء قارتنا، لذلك من المهم استغلال هذه الإمكانات الزراعية الهامة.

ودعا المتحدث ذاته، إلى الاهتمام بما نسبته 60 إلى 70 في المائة من الأفارقة الذين يعيشون على الزراعة، واستخدام الأسمدة لتحسين إنتاجيتهم. وأشار الخبير إلى أن صادرات الأسمدة من موردي الفوسفات الرائدين في العالم إلى القارة، قد ارتفعت من 50 ألف طن في عام 2007 إلى 2.6 مليون طن في عام 2017.

وفي الاتجاه ذاته، أكد عضو وفد جمهورية الكونغو الديمقراطية ( ضيفة شرف هذه الدورة )، وعمدة مدينة بوانت-نوار، جون فرنسوا كاندو، أن القوة تكمن في الاتحاد ضد التحديات التي يعرفها الاقتصاد الإفريقي، واستعرض كاندو أمام الحضور مجموعة من المنتجات الطبيعية والمستخلصة من الفواكه الطازجة، مؤكدا على أن تحويل المنتجات الطبيعية وجعلها قابلة للتصدير ممكن، وستساعد على الرفع من الإنتاجية، وبالتالي إنعاش الاقتصاد.

ومن جانبه، أكد ممثل الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، أن المغرب قد اتخذ قرار استراتيجي على أن لا يعتمد على القطاعات التقليدية، وتوجه نحو قطاعات أخرى متعددة كصناعة السيارات وأجزاء الطائرات .... وأشار إلى أن المغرب قد سبق أن أطلق مخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020 في إطار مخطط " إقلاع" ليجعل من الصناعة رافعة تنموية أساسية، عن طريق إحداث 500 ألف منصب شغل، نصفها من الاستثمارات المباشرة الخارجية ونصفها من تجديد النسيج الصناعي الوطني، مع رفع حصة الصناعة في الناتج الداخلي الخام بتسع نقاط، من 14 بالمائة إلى 23 بالمائة في أفق سنة 2020.

وأجمع الخبراء المشاركون بهذه الجلسة، على أن الاقتصاد الإفريقي بحاجة إلى الانفتاح على مجالات أخرى غير تلك التقليدية، كمجال تقديم الخدمات والبرمجيات، وذلك لكون العالم في تطور مستمر وأصبحت شركات المعلوميات والبرمجيات هي الشركات ذات القيمة السوقية الأكبر بالعالم، كما دعو إلى الاهتمام أكثر بقطاع الصناعة الرقمية وتوفير أقسام لاحتضان الشباب ذوي الموهبة لكون العالم يتكلم بلغة البرمجة أكثر من أي لغة أخرى.

وعرفت أشغال اليوم الأول لمنتدى إفران المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والذي انطلقت فعالياته صباح يوم الخميس 29 نونبر، انعقاد جلستين عامتين أخريين، خصصت إحداهما لموضوع السياحة بإفريقيا: الاستعداد لاستقبال 150 مليون سائح، وقام خلالها مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة فاس-مكناس، رشيد عوين، بعرض القدرات والبنيات التحتية التي تمتلكها جهة فاس-مكناس، كالمطارات، المطاعم والفنادق، بالإضافة إلى مراكز الترفيه كملاعب الغولف ومراكز التخييم، وأبرز عوين، الأهمية التي تشكلها السياحة الجبلية والموسمية داخل الجهة وبالخصوص بكل من منطقة تازة وميشلفن.

كما كشف المتحدث ذاته، عن المشاريع المستقبلية للجهة، والتي من شأنها تطوير السياحة بالمنطقة، حيث أكد على أن الجهة تسعى إلى إعادة ترميم 27 معلمة تاريخية وإنشاء 8 مواقف للسيارات وفندق أربع نجوم، بالإضافة إلى  تشييد كل من مشروع " واد فاس "، مشاريع رؤية 2020، مع تنزيل وتنفيذ برنامج مدينتي.

وضمن أشغال جلسة السياحة بإفريقيا ذاتها، لخصت المديرة العامة لخدمات الطيران، أغنيس لورنت، التحديات التي تواجه دول إفريقيا في القطاع السياسي في ثلاث: الاستقرار السياسي، البنيات التحتية وتحسين ظروف التنقل، مؤكدة على أن الأفارقة لا يزالون يعانون في عمليات التنقل داخل إفريقيا، ودعت لورنت السياسيين الأفارقة والاتحاد الإفريقي إلى العمل على تحسين الصورة النمطية السيئة لإفريقيا لدى الأجانب، لكونها لا تليق ببلد غني بالثروات الطبيعية والبشرية وتملك سوقا واعدا.

وفي السياق ذاته، أبرز ممثل دولة رواندا، أن التحديات التي تواجه إفريقيا يمكن تخطيها بالعمل وتحسين الجانب الفني للموارد البشرية، مشيرا إلى أن رواندا استطعت بفضل سياساتها أن تحتل  المركز الأول بإفريقيا والخامس عالميا من حيث توفر الأمن، وأضاف أن رواندا ستلغي التقدم بطلب للحصول على التأشيرة مع بداية 2019، وسيتسلم الزوار التأشيرة بعد دخولهم لأراضيها مباشرة، مما يشجع السياح ويعزز الاستثمار.

وبالموازاة مع أشغال الجلسات العامة، نظم منتدى إفران ثلاث ورشات نقاش موازية، حول ثلاث مواضيع، الشركات الإفريقية الناشئة، النساء داخل الاقتصاد الإفريقي ثم إفريقيا والاستثمار الأجنبي، شارك خلالها المتدخلون وجهات نظرهم، أفكارهم وتجاربهم.

وفي ختام أشغال اليوم الأول لمنتدى إفران، خصص المتدخلين الجلسة العامة الثالثة والأخيرة بعنوان إفريقيا التي تلهم، للتحدث عن تجاربهم الشخصية الناجحة، مؤكدين على ضرورة مواجهة التحديات والإيمان بإمكانيتنا وقدرتنا على حلها، والتحلي بالرغبة للتطور وتغيير الأمور من حولنا.

وبمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الثالثة للقمة الإفريقية للتجارة والاستثمار (SACI)، تحت شعار "النمو المستدام في خدمة أفريقيا الناشئة"، أكدت مديرة منتدى إفران، خديجة إدريسي جنتي، خلال كلمتها الافتتاحية على أن منتدى إفران يسعى إلى أن يكون مختلفًا وملموسًا، وأضافت أن الغرض الأساس من هذه التظاهرة هو إرساء أساس لمقاربة متكاملة، وخلق مساحة للتبادل والنقاش وتقاسم التجارب للمساهمة في النهوض بالنمو الاقتصادي الأفريقي وتحرير إمكانيات القارة.

وأبرزت جنتي، أن الدول الإفريقية عاشت لعقود من الزمن في نوع من التقسيم أدى إلى إعاقة التعاون الاقتصادي الفعال، ولهذا تم تصميم القمة الأفريقية للتجارة والاستثمار في منتدى إفران، كمكان للاجتماعات والمناقشات التي تجمع مختلف الجهات الفاعلة في القارة الأفريقية، ونعتبر منتدى إفران فلسفة أكثر وليس مجرد حدث.

وشددت مديرة المنتدى، على أن تطوير التعاون جنوب-جنوب لا يمكن أن يتم إلا إذا عرف الأفارقة بعضهم البعض ويكتشفون خصوصيات كل اقتصاد، لمعرفة كيفية إنشاء آليات للتعاون، لأنه لا يمكن للقارة الأفريقية القيام بشراكات فعالة إلا من قبل أفراد مجتمعها.

الحدث الذي يستقبل أكثر من 200 من صناع السياسة والمقاولين الاقتصاديين من 25 دولة أفريقية مختلفة، وضع جمهورية الكونغو الديمقراطية في دائرة الضوء، بمشاركة 30 من الجهات الفاعلة في المجال الاقتصادي والوطني بالكونغو، يأتون بهدف ترسيخ العلاقات الاقتصادية المغربية الكونغولية وللتصميم على الشراكات الاقتصادية التي تم إبرامها في أبريل الماضي بين ممثلي حكومتي البلدين في وجود رئيسي الدولتين.

وسيتناول المشاركون بالمنتدى، من خبراء وطاقات وفاعلين بالقطاع الاقتصادي، طيلة يومي 29 و30 من نونبر الجاري، بمعدل ثلاث جلسات عامة في اليوم، أربعة مواضيع أساسية تركز على 4 قطاعات أعمال ذات إمكانات عالية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي تشكل اليوم التحديات الكبرى للقارة: الصناعة، الطاقات المتجددة، السياحة وأخيراً البنى التحتية والخدمات اللوجستيكية، وسيسعى المشاركون ضمن نقاشهم إلى الخروج بتوصيات فعالة للنهوض باقتصاديات دول القارة السمراء و تغيير النظرة النمطية حول إفريقيا.

ويعتبر منتدى إفران حسب الجهة المنظمة، فلسفة وتجسيد للإرادة في خلق فضاء للنقاش وتبادل الخبرات للمساهمة في النمو الاقتصادي بافريقيا. وتأتي هذه الدورة بعد نجاح كل من الدورة الأولى التي تم تنظيمها حول موضوع  المقاولة الاجتماعية وانخراط النساء المقاولات بإفريقيا، والدورة الثانية حول موضوع: إفريقيا تثق في إمكانياتها.