ثقافة وفن

الناصري يحاضر بكلية المحمدية: المغرب بلد الانتقالات

بناصر السفياني (طالب صحافي ) الأربعاء 10 أكتوبر 2018
Capture d’écran 2018-10-10 à 08.52.57
Capture d’écran 2018-10-10 à 08.52.57

AHDATH.INFO

ألقى الاستاذ خالد الناصري درسا إفتتاحيا لطلبة الاجازة الأساسية للعلوم السياسية مساء الاثنين، بقاعة الندوات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية تحت عنوان مساءلات مغربية .

ووضع الاستاذ خالد الناصري في بداية الدرس مقارنة بين المساءلة والسؤال، واعتبر أن المساءلة هي اكبر وأوسع من السؤال، فالسؤال هو مقاربة عادية تنتظر جوابا،وهي مقاربة منهجية تقوم على جدلية مفتوحة على الاخذ والرد بناء على تحليل دقيق أكثر للمدخلات والمخرجات، وبالتالي فالسؤال هو طرح موضوع والمساءلة هي طرح إشكالية.

واعتبر الناصري المغرب في المرحلة الحالية، هو معرض لمجموعة من المساءلات عليه ان يجد المقاربة الصحيحة لمعالجته.

وأكد الاستاذ على ضرورة الاجتهاد  في طرح المساءلات الحقيقة وضرورة مساءلة الأداء العمومي عن مايقدمه للمجتمع، يرى الناصري أيضا أننا نتواجد ضمن واقع معقد يجب الاجتهاد من اجل معالجته. واعتبر أنه كلما تعقد الواقع كلما تعقدت الأجوبة ومقترح المعالجات.

ولخص خالد الناصري هذا الدرس من خلال اربع ملفات معقدة تهيمن على الواقع المغربي المعقد في نظره.

الملف الأول هو أن المغرب بلد الانتقالات.. فالانتقال هو ديمغرافي في السوسيولوجيا المغربية المعاصرة بحيث يتم الانتقال إلى تركيبة أخرى يلعب فيها الشباب دورا قويا.

فالانتقال في نظر الاستاذ هو انتقال مجتمعي هو عبارة على انقلاب في الهرم السكاني، معتبرا هذا الانتقال بأنه يتم لأول مرة في تاريخ المغرب منذ 15 سنة معظم واغلبية الساكنة المغربية تعيش في المدن .فالتطور المغربي لعب في المجال الحضاري دورا لكن بمواكبة الواقع الذي كان يقول ان السكان في المجال الحضري عددهم اقل بكثير من السكان في المجال البدوي.

وعلى مستوى الانتقال الإعلامي قال الناصري إن هذا ليس اختصاصا مغربيا بل هو واقع كوني وعالمي في عهد الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بحيث  ندخل فضاء كونيا جديدا تلعب فيه هذه الوسائل دورا حاسما في هذا الانتقال، ثم الانتقال الديمقراطي والدستوري  قوي جدا بداية محتشمة في منتصف  السبعينات موازاة مع الحركيات الوطنية من اجل استرجاع الوحدة  الترابية.

على صعيد آخر يرى الناصري أن المغرب بلد التموقعات الأساسية على الصعيد الداخلي بحيث يطرح سؤال الهوية بنوع من التشنج، ويرى الناصري أننا عرب ومسلمون وامازيغ ننتمي الى الأطلس.

وهي كلها تموقعات تحمل أصلها من الواجب استخراج الخلاصة من اجل القيام بمهمة صعبة، ولكن لا مفر منها في مهمة التوليف ومهمة التركيب، فهناك في نظر الاستاذ رغبة جامحة ومشروعة في تلبية حاجيات افراد المجتمع، الشيئ الجديد لشباب اليوم هو ان المطالبة تكتسح الشارع العام وان المطالبة يتم الجهر بها.

وقال خالد الناصري إن المجتمع المغربي يطرح مساءلات على الدولة هذا من المعطيات الأساسية الجديدة يطرحها بقوة. وعلى الدولة ان تنصت وتجيب وان تعلن امام الجميع شفافية ماهو ممكن وغير ممكن، من خلال تنظيمات سياسية عمومية يكون هاجسها الاول الاستجابة الى المطالب المشروعة للمجتمع.

ولاحظ أن هناك تركيبة اجتماعية تهيمن عليها فئة الشباب قوة الاندفاع التي يتميز بها الشباب في مواجهة حياة سياسية تبدوا ضعيفة النضج رغم أنها ليست جامدة.ويرى الاستاذ ان الحياة السياسية في المغرب جد هشة ومقلقة واعتبر واقع المجتمع السياسي المغربي غير جامد ومتحرك.

الملف الثالث: التموقعات الخارجية تؤثر بقوة  على المسار المغربي، ومن خلال هذا الملف يشرح الناصري أن المؤثرات الخارجية تلعب دورا داخليا وفي مقدمته هذه العوامل التموقع الاستراتيجي للمغرب،بحيث يتصف المغرب بكونه بلد عربي افريقي وإسلامي، مغاربي متوسط كل هذه المؤثرات كافية لترجع واقعنا معقد،ذلك مايفسر الصعوبة التي وجدناها لحد الساعة في إقناع المجتمع الدولي في الدفاع عن قضيتنا الوطنية.

واعتبر ان العمق الأفريقي يلعب دوره برجوع  المغرب الى أحضان العائلة الإفريقية.كما ناقش موضوع الهجرة بالإشارة الى كون المغرب كان محطة عبور ومزال محطة عبور كما اصبح هدفا يقصده الاخوان والاخوات الأفارقة وبالتالي يجب  التعامل مع هذا الملف بإنسانية وبانفتاح وبأخوة وبوجاهة.

وأخيرا ختم الاستاذ بالملف الأخير والرابع بكون المغرب البلد الحفيف بنموذج تنموي جديد بحيث أضحى في نظره نموذجا يختنق غير مؤهل لذهاب بعيدا ويبدو في حاجة الى نفس حيوي جديد .

واكد الاستاذ في هذا الملف على ان. النموذج التنموي الجديد يقوم على الشق الاقتصادي والسياسي والشق الاجتماعي وأن استبعاد الشق الاول او الثاني يعتبر خطأ منهجي .كما اكد ايضا على ضرورة  البحث من خلال نقاش وطني جدي عميق يجب تخصيص له كل مانتوفر عليه من طاقات وقدرات للقيام بالمراجعات.

وخلص إلى أن المغرب يدبر ملفات حارقة ملف التشغيل وملف التربية والتكوين والصحة، هذه الملفات لم تعد قابلة لتأجيل ويجب الانكباب على مراجعتها بسرعة، لأن المعالجة المعمول بها لم تعطي أكلها.