بوابة الصحراء

قطر مرة أخرى

نوفل البعمري الخميس 03 مايو 2018
31870843_10160259316550655_7954492286476222464_n
31870843_10160259316550655_7954492286476222464_n

بوابة الصحراء: نوفل البعمري

شخصيا كنت و سأظل متحفظا على أي تقارب سياسي كبير مع قطر لأن استراتيجتها في المنطقة تناقض المغرب و مصالحه الحيوية خاصة على مستوى المشروع الذي كانت تريد قطر فرضه في المنطقة، و مقتنع أن التقارب و هو الموجود حاليا مع السعودية أفضل للمغرب...لأن السعودية كانت دائما وفية للمغرب عكس قطر التي ضربته أكثر من مرة و كان على رأس قائمتها في مشروع الفوضى الخلاقة في أكتوبر 2010.

لنتذكر أن المغرب كاد أن يغامر بعلاقته التاريخية مع حلفائه الحقيقيين عندما تقرر مقاطعة قطر، المغرب رفض الانضمام للحملة و كسر المقاطعة و ساند الشعب القطري في موقف مبدئي و اخلاقي اتجاه هذا البلد و لم يراعي المغرب مصالحه الضيقة مع شركاءه الحقيقيين، بل اتخذ الموقف الذي املاه عليه ضميره الدبلوماسي و الإنساني و كسر المقاطعة.

قطر اليوم و كان ينتظر منها أن تبدي موقفا اكثر وضوحا في الأزمة الأخيرة التي تفجرت مع ايران و حزب الله لأن الأمر يتعلق بتهديد جدي للمغرب و بقيام هذه الأطراف بأعمال عدائية خطيرة اتجاه المغرب و اتجاه وحدته الترابية و الوطنية اتخذت مظهرا عسكريا و مليشياتيا إستطاع المغرب إثباتها من خلال ما له من وسائل تقنية حديثة استطاع من خلالها إثبات هذه الأعمال العدائية، فقد شكل موقفها من بين أكثر المواقف تدبدبا وقف في الوسط و تهرب من الإشارة إلى إيران كما تهرب إعلان تضامن واضح مع المغرب و تنديده بمن قام بهذه الأعمال العدائية، و هو موقف لم يكن منتظر منها بعد كل ما قام به المغرب من أجل الشعب القطري اقتصاديا و سياسيا و دبلوماسيا عندما أختار المغرب قيادة حملة تضامن شعبي معها، قبلها قطر خصصت طائراتها الجوية لابراهيم غالي لفك الحصار عليه و خصصت مطارها له لتنقلاته من و إلى المخيمات إلى أمريكا اللاتينية لأنه تفادى استعمال مطارات العواصم الأوروبية بسبب مذكرة البحث التي تلاحقه. منه فمواقف قطر جد متدبدبة من القضية الوطنية و تلعب على مختلف الحبال بل يحكى أنه مرة سخن رأس قيادتها و اقترحت الوساطة بين المغرب و البوليساريو و هو ما يؤكد أن لها ارتباط معين معها. الموقف الذي عبرت عنه في بيانها حمال عدة وجوه و قراءات أولها أن قطر لن الأمر بمصالحها مع ايران لصالح المغرب و هو ما لم يقم به المغرب اتجاهها عند مقاطعتها من مختلف الدول العربية و اتخذ اتجاهها موقفا أخلاقيا تاريخيا و طار الملك بنفسه لقطر و تجول في أسواقها و شوارعها و كسر بنفسه الحصار الجوي عليها. هل هكذا ترد قطر الجميل للمغرب الذي دخل بسبب موقفها في أزمة صامتة مع حلفاء الطبيعيين خاصة السعودية و الإمارات؟ بالإضافة إلى أنه هناك اختلاف كبير في مرجعية كلا البلدين خاصة الأخلاقية منها التي هي من أملت مواقفه السابقة، فإن المغرب و إن كان غير مطالب بقطع علاقته مع قطر لكن هي لحظة فرز حقيقي لحلفاءه ممن يمكن أن يراهن عليهم و من يمكن ألا يضعهم ضمن استراتيجيته المستقبلية و أن يقوي اكثر شراكته مع حلفاء الطبيعيين طبعا مع الحفاظ على سيادية و استقلالية قراره.