الصحراء

البوليساريو تفتعل أزمة العطش والغداء لاستدرار عطف المنظمات

حكيم بلمداحي الثلاثاء 23 مايو 2017
تيندوف
تيندوف

ادعت قيادة البوليساريو وجود نقص حاد في الغداء وأن المخيمات بدأت تعيش أزمة عطش غير مسبوقة. كل ذلك بعد تقليص المساعدات المقدمة اليها نتيجة التلاعب المفضوح بها وبيعها في الأسواق بالمنطقة.

وتشير التقارير الحقوقية الصادرة عن منظمات دولية تُعنى بحقوق الإنسان، إلى أن المحتجزين بمدينة تندوف الجزائرية يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية تتراوح بين سوء المعاملة والحرمان من كافة الحقوق الأساسية والتنكيل.

وحسب المعطيات المتوفرة من هناك فإن سكان مخيمات تندوف ينقسمون إلى فئتين: الأولى مقربة من مراكز النفوذ في جبهة البوليساريو وتتمتع بحياة عيش رغيدة، بينما تئن الفئة الثانية تحت وطأة ظروف اجتماعية قاسية محرومة من أية امتيازات بل ومحرومة من أدنى الحقوق الضرورية.

واعتبر متتبعون أن جبهة البوليساريو تسوق خطاب أزمة الغداء الى الجهات المانحة ، وادعت أيضا أن «النقص الشديد في التمويل أجبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على تقليص الحصص الغذائية في شهر ماي بنحو 20 بالمائة» ، مضيفة أن «نفس الشيء سيستر في شهر يونيو وشهر مضان»، وهو ما تماهى معه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي قال بدوره إنه «يحتاج بشكل عاجل الى 7.9 مليون دولار أمريكي لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الحيوية للمحتجزين خلال الأشهر الستة المقبلة».

بعض التقارير أشارت إلى أن قيادة الرابوني تسعى  للعب ورقة نقص الغداء بعد تضييق الرقابة عليها، وتسعى أيضا لاستدرار عطف المنظمات الدولية ، خاصة أنها تلوح الى أن «أي تخفيضات اضافية أو توقف آخر للمساعدات الغذائية سيكون له أثر بالغ على الأمن الغذائي والحالة التغذوية للمحتجزين، ولا سيما الأطفال الصغار والحوامل والمرضعات وكبار السن والمرضى.

تنبيه أممي إلى التلاعب في إيصال المساعدات لمستحقيها


ورغم أن الأمين العام الأممي سبق أن توقع أن ترتفع المساعدات الإنسانية خلال السنة الجارية إلى 75 مليون دولار، لكنه ناشدا المانحين الدوليين إلى بذل مزيد من المجهودات  في تغيير طريقة في التوزيع والاستغلال، كما أنه وفي تقريره الأخير، كشف عن قلقه إزاء النقص المزمن في برامج مساعدات اللاجئين، وتدهور الوضع الإنساني، الذي لم يبارح مستوى الهشاشة من قبل، وذلك في رسالة واضحة إلى دور البوليساريو غير الواضح في عمليات إيصال المساعدات للمخيمات وتغاضي الجزائر عن هذا الدور، على الرغم من استمرار إرسال المساعدات الدولية للمنطقة، خصوصا من جمعيات المجتمع المدني الأوروبية.

في السياق نفسه، أشار تقرير الأمين العام الأممي إلى أن الهيئات الأممية العاملة في المنطقة وفرت نصف مجموع المساعدات خلال سنة 2016 لكن، و«للأسف الشديد» لوحظ تلكؤ كبير في إيصالها لمن يستحقها. فلأن هناك تجاوزات تعوق وصولا كاملا للمساعدات الإنسانية، قررت مجموعة من المنظمات الدولية خفض أوتعليق مساعداتها، وخاصة برنامج الغذاء العالمي والمفوضية العليا للاجئين.

وفي إسبانيا، قدمت إحدى النقابات شكوى ضد منظمات غير حكومية إسبانية والبوليساريو بسبب تحويل مساعدات إنسانية. واتهمت المنظمة النقابية «مانوسليمبياس» رئيس التنسيقية الإسبانية للجمعيات المتضامنة مع الصحراء، خوصي تابوادا، وكذا عدد من قادة البوليساريو بوقوفهم وراء التلاعب ب 20 مليون أورو والتحويل المكثف للمساعدات الموجهة لسكان تندوف، وشمل هذا التلاعب تزوير المعطيات المتعلقة بعدد المستفيدين من المساعدات داخل المخيمات، وتحويل الأموال وبيع منتوجات غذائية في البلدان المجاورة من أجل تمويل مشاريع إرهابية وشراء الاسلحة لفائدة البوليساريو والجزائر.. كما كشف تقرير عن نهب ملايين الأورو لمشروع غدائي دون ذكر الأموال الطائلة التي يتصرف فيها ما يسمى «المنظمات التطوعية» واتجارها بآلام ومعاناة المحتجزين بالمخيمات.