AHDATH .INFO - طنجة - خاص - شادية وغزو/ تصوير: ابراهيم بوعلو
"كنعتبر هاذي أول مشاركة ليا في مهرجان"، بهاته الكلمات استهل سعيد خلاف مخرج فيلم "مسافة ميل بحذائي"، كلمته خلال تقديم فيلمه للتعبير عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الوطني للفيلم.
فبالرغم من حصول فيلمه على الجائزة الذهبية لمهرجان الأقصر السينمائي، إلا أن المخرج الشاب المقيم بالديار الكندية، أكد أن الإحساس بالوحدة كان ملازما له طيلة الأيام التي قضاها في مصر، بسبب غياب جمهور مغربي وفنانين مغاربة، على عكس الدفء الذي شعر به وهو يقدم لجمهور روكسي يوم أمس الإثنين عمله، الذي يخوض غمار المنافسة ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل ضمن فعاليات الدورة ال17 لمهرجان طنجة.
عبر سعيد خلاف قبيل انطلاق العرض أيضا عن اعتزازه بالاشتغال مع أبطال الفيلم، ورغبته في تكرار التجربة، نظرا للقدرات التمثيلية العالية التي أبانوا عنها في هذا العمل.
رؤية المخرج أكدتها على الشاشة مشاهد الفيلم، التي استمدت قوتها من أداء الممثلين،خاصة بطل الشريط أمين الناجي الذي قدم أفضل ما لديه وترجم أحاسيس شخصية سعيد التي يجسدها بملامحه، وهو إنسان مغربي غير محظوظ، يعاني من ظلم المحيطين به.
أمين الناجي الذي حرص على حضور العرض، أكد أن ما أغراه لتجسيد دور سعيد أنه شخصية مركبة، وهي نوعية الأدوار التي تمثل تحديا بالنسبة لأي فنان، موضحا أن هذا الدور تطلب منه الاشتغال على أبعاد الشخصية، ودواخلها النفسية، للتعبير عنها خلال سرد حكاية سعيد والمحطات العصيبة التي مر منها. ويمكن القول بأن أمين الناجي كسب الرهان، واستطاع إبهار الجهور بتقمصه للشخصية، والاهتمام بنقل أدق تفاصيلها.
حكاية بطل الفيلم تبدأ مع سيرة مراهق يتعرض لأقسى ما يمكن أن يواجهه وهو يبحث عن الدفء و الأمان، حيث يتعرض للتعنيف على يد زوج الأم- يجسد دوره عبد الأله عاجل-، ثم يواجه عنفا أشد على يد اللص الملقب ب"النمرود"، الذي يعتدي عليه جنسيا، لتتوالى أشكال العنف والقسوة والمضايقات التي يتعرض لها المراهق، وسرعان ما سيتحول إلى نزيل بالإصلاحية، ثم السجن، بالرغم من أنه كان يحاول في كل مرة الدفاع عن نفسه.
بالرغم من ظروفه القاسية يكبر سعيد رفقة صديقه مصطفى -أدى الدور محمد حميمصة-، ويحاول رسم مسار عادي لحياته، و ربط علاقات إنسانية مع محيطه، من خلال اعتنائه بامرأة مقعدة كما يقع في حب فتاة تدعى حنان تحلم بتأسيس عائلة رفقة رجل يحبها و يحميها، لكن حياتهما ستنقلب رأسا على عقب عندما سيتابع سعيد بتهمة اغتصاب زوجة رجل أمن، في الوقت الذي يكون فيه صديقه مصطفى المسؤول عن هذا الاعتداء، ليتم الزج به خلف القضبان في اليوم الذي يفترض فيه أن يتقدم لخطبة حنان التي تنتظر مولودا منه.
وبالرغم من أن هذا الفيلم يعتبر أول أفلامه الطويلة، إلا أن سعيد خلاف بدا متمكنا من أدواته التقنية و الفنية، واستطاع أن يقدم فيلما مختلفا، من خلال الاقتراب أكثر من بلاغة الصورة من خلال التعبير الدال على عمق مآسي الحياة دون أن يتوسل دموع المتفرج.
من جهته أكد الفنان عبد الإله عاجل المشارك في بطولة فيلم "مسافة ميل بحذائي" ، أن أكثر ما شجعه على تجسيد دوره في هذا الفيلم إصرار المخرج على تقديم مشاهد مسرحية ضمن العمل، خلال استحضار البطل لماضيه، بدل اللجوء إلى أسلوب الفلاش الباك بطريقة التصوير والإخراج التي اعتادها الجمهور.
"توليت بطلب من المخرج مهمة إخراج المشاهد بشكل مسرحي"، يقول عاجل، الذي عبر سعادته بالثقة التي منحه إياها المخرج، مؤكدا على أن الأخير استطاع أن يعبر بعمق عن مأساة الأطفال في وضعية صعبة، وكل ما قد يعانون منه نتيجة الإهمال.
جدير بالذكر أن كتابة سيناريو الفيلم التي انفرد بها سعيد خلاف استغرقت منه 10 سنوات، حيث أكد في حوار سابق مع "الأحداث المغربية" أن تواجده بالدار البيضاء خلال أحداث 16 ماي الإرهابية الأليمة التي عاشتها المدينة، و رؤيته لأطفال مشردين، كانت وراء اتخاذه قرار كتابة سيناريو الفيلم، للتطرق إلى المصير الذي يكون في انتظار هؤلاء الأطفال في غياب التربية والتعليم والمواكبة.
ويشارك في بطولة فيلم "مسافة ميل بحذائي" الذي تبلغ مدته 110د إلى جانب أمين الناجي وعبد الاله عاجل كل من نفيسة بنشهيدة، راوية، زهرة نجوم، محمد عياد، مريم بكوش، وسناء بحاج.