بورتريه

عبد الحق الخيام : العين الساهرة

سعيد نافع الأربعاء 24 فبراير 2016
عبد الحق الخيام : العين الساهرة
lkhayam

AHDATH.INFO – خاص – بقلم سعيد نافع

 

بطبعه الهادئ والكتوم، قد يكون عبد الحق الخيام آخر من يبحث عن الأضواء والشهرة والمجد الإعلامي والشعبي، لكن تصاريف القدر وطبيعة المهمة الحساسة التي يضطلع بها، فرضت أن يتكرر اسمه بين المتخصصين والمتابعين وعموم الجمهور ‘‘ قسرا لا طوعا. ‘‘ نجومية أمنية ‘‘ صنعتها مجهودات عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، الذي يديره منذ مارس من العام الماضي.

الآلة الوقائية المغربية الأولى ضد التهديدات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود، تستحق بالفعل لقب ‘‘ العين الساهرة‘‘ على أمن البلاد والمواطنين، وتتحمل عناء مهمة تقترب من المستحيل لصعوبتها. الاستباق ثم الاستباق ثم الاستباق ... هو فحوى الرسالة اليومية التي يبعثها الخيام لمعاونيه في المكتب وعناصر التحقيقات داخله. ففي هذه الحرب المفتوحة، حيث العدو مجهول المعالم وقادر على المناورة من أي مكان، يتقلص هامش الخطأ أمام عناصر المكتب أو كما قال مسؤول مغربي لنظيره الأوروبي غداة تفجيرات باريس الإرهابية ‘‘ تأخرك بنفس ساعة في السباق الذي تدخله مع الإرهابيين يعني سقوط الكثير من الضحايا الأبرياء في أية لحظة و أي مكان ‘‘.

الخيام يمتح من معين لغة الشعب طريقته في الحديث دون إطناب أو مواربة. ليس هذا بغريب على ولد درب السلطان المتشبع بالثقافة الشعبية. في المرات التي اجتمع فيها بالصحافة الوطنية لتسليط الضوء على تفاصيل تفكيك الشبكات الإرهابية التي كانت تهدد أمن الوطن، لم يشذ عن القاعدة. تأتي المعلومات المتعلقة بتتبع عناصر هذه الشبكات تباعا على لسان الخيام في تواضع، وبنفس مثقل بروح المسؤولية والواجب . ‘‘ لا مزايدات حين يتعلق الأمر بأمن الوطن، لأن حجم المسؤولية لا يعادله سوى الانتماء إليه ‘‘ يقول الخيام لأقرب المقربين . الحس التواصلي لدى عبد الحق الخيام، دفعه خلال السنوات الأخيرة إلى فتح أبواب أحد الأجهزة الأكثر ‘‘ صمتا ‘‘ أمام الصحافة إبان إشرافه عليه : الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

عن سن ال58 يترأس عبد الحق الخيام الجهاز الأمني الأكثر حساسية في المغرب.  الرئيس السابق للفرقة الوطنية للشرطة القضائية. الفرقة الخاصة، التي كانت تتكفل بالقضايا والملفات الكبرى ، يشرف اليوم على المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أو ما أطلق عليها مؤخرا من قبل مختلف وسائل الإعلام "ايف بي أي" المغربي، منذ 20 مارس 2015، بعناصره التي تلقت تكوينا وتدريبا عاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعنى هذه العناصر بمهام التصدي الاستباقي لكل أشكال التطرف والإرهاب، تهريب الأسلحة، المخدرات، الرشوة، التسمم، وغسل الأموال، وكافة أنواع الجرائم العابرة للحدود .

تدرج عبد الحق خيام، في سلك الجهاز الأمني بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، وعمل بمصالح الشرطة القضائية لعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، إلى أن استقر به المقام بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية. الصبر والمثابرة مكمنته من

 تسلق المراتب داخل هذا الجهاز إلى أن أضحى الرجل الثاني فيه  الرجل الثاني فيه بعد يونس جمالي ، قبل أن يعوضه بعد تعيين هذا الأخير مديرا للشؤون القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني خلال سنة 2004.
خلال ولايته، سُلطَ الضوء بشكل خاص على الفرقة الوطنية، من خلال إشرافها على القضايا المرتبطة بمحاربة الإرهاب والتطرف على وجه التحديد، بحيث تم تفكيك العديد من الخلايا، بتنسيق مع مصالح الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني.
لم يقتصر، عمل عبد الحق خيام على القضايا المرتبطة بالإرهاب، فقد تولى التحقيق في ملفات تهم فضائح مالية، قضايا الرشوة، والاتجار في المخدرات ذات الامتدادات الواسعة.
من بين القضايا التي أشرف عليها، يمكن أن نورد قضية بارون المخدرات الشريف بن الويدان، والتحقيق حول مقتل أحد حراس الشخصيين للملك، إلى جانب قضية الشركة العامة العقارية في شمال المملكة.

النجاح الباهر الذي يحققه المكتب المركزي للتحقيقات القضائية في التصدي للتهديد الإرهابي الذي يستهدف المغرب، وجيرانه أيضا، أعطى لشخصية عبد الحق الخيام مساحة كبيرة من الاهتمام وطنيا وإقليميا ودوليا. الجارة الشمالية اسبانيا، ومن خلال وزير داخليتها، خورخي فيرنانديز دياث، يثمن في كل حواراته دور الأجهزة المغربية وعلى رأسها الخيام في درء الخطر الإرهابي على اسبانيا من خلال التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدولتين، والذي ساهم في تفكيك أزيد من 90 خلية إرهابية ناشطة بين ضفتي المتوسط خلال السنتين الأخيرتين.

الاحترام داخل الوطن يأتي من كل المستويات، شعبيا ورسميا. آخر مظاهر هذا الاحترام الزيارة الخاصة التي قام بها محمد حصاد وزير الداخلية والشرقي ضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية لمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية الاثنين الماضي. خلال هذه الزيارة نوه الوزيران بالمجهودات الجبارة والمتواصلة للمصالح الأمنية في التصدي للخطر الإرهابي وإفشال كافة المخططات التخريبية التي تستهدف أمن واستقرار المملكة، إثر العملية النوعية الأخيرة التي نجح في تحقيقها المكتب بتفكيكه لشبكة إرهابية خطيرة بتاريخ 18 فبراير 2016 . زيارة لم تخل من التذكير بعطف ورضا صاحب الجلالة الملك محمد السادس وثنائه على المجهودات التي يضطلع بها المكتب في الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين.

بإشرافه على المكتب المركزي للتحقيقات القضائية يستحق لقب ‘‘ عين المغرب الساهرة‘‘.  تشريف أو توصيف، يضيف إلى جسامة المسؤولية الملقاة على كاهل ابن الشعب، في حمايته وإنقاذه من الأخطار المحدقة بالبلاد .

تواريخ مهمة

1958 : الولادة بحي درب السلطان الشعبي بالدار البيضاء

1996 – 2004 : الالتحاق بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية

2004 : الالتحاق بمديرية مراقبة التراب الوطني

2013 : الترقية إلى رتبة والي أمن

2015 : رئاسة المكتب المركزي للتحقيقات القضائية