AHDATH.INFO - خاص
انتهت المخرجة جيهان البحار من تصوير أول أفلامها الطويلة "في بلاد العجائب"، بعد تجاربها في التلفزيون والأفلام القصيرة، وهو الفيلم السينمائي الذي يشارك في بطولته عدد من الأسماء الفنية المعروفة مثل ماجدولين الإدريسي، عزيز داداس، محمد الشوبي، هدى صدقي...
في الحوار التالي تكشف جيهان البحار عن تفاصيل هذا العمل، والرسالة التي تود إيصالها من خلاله.
ما هي الاختلافات التي لمستها في تجربة الفيلم الطويل مقارنة بالأفلام القصيرة التي قمت بإخراجها سابقا؟
الاختلافات بين تجربة الفيلم الطويل والقصير تكمن بالأساس على مستوى الكتابة، الوقت والحيز الزمني الذي يتطلبه تنفيذ كل عمل، فعلى عكس ما يتصوره العديد من الناس، يكون الاشتغال على الفيلم القصير من ناحية الكتابة أصعب وأكثر تعقيدا من الفيلم الطويل، حيث يشكل تقديم الشخصيات والأحداث تحديا كبيرا بالنسبة لكاتب سيناريو الفيلم القصير، في غياب الوقت الكافي لبناء حبكة مفصلة، بينما يختلف الوضع بالنسبة للفيلم الطويل، حيث يكون أمام صانع العمل متسع من الوقت للاشتغال على الشخصيات وأبعادها وتطور الأحداث.
لكن الاشتغال على الفيلم الطويل لا يخلو من صعوبات، أبرزها الوقت الطويل الذي يستغرقه التصوير نظرا لكثرة المشاهد، إلى جانب التحديات في إدارة العمل من مختلف جوانبه سواء الإنتاجية أو التقنية، حيث يواجه المخرج تحديات كبيرة قبل وخلال انطلاق التصوير إلى أن يضع اللمسات الأخيرة على الفيلم الطويل ليكون جاهزا للعرض.
لماذا اخترت نواحي آزرو لتكون موقع تصوير الفيلم، و لماذا "في بلاد العجائب" عنوانا له؟
يتوفر المغرب على العديد من المناطق الجميلة التي لم يتسن للعديد من المغاربة اكتشافها ومنها مدينة آزرو، التي اخترت المناطق المجاورة لها لتكون موقع تصوير الفيلم، لأن قصة وأحداث هذا الأخير كانت تتطلب تصوير المشاهد في مناطق نائية، ولأن الفيلم يتحدث عن العزلة التي يعاني منها سكان هاته المناطق.
من هنا جاء عنوان الفيلم "في بلاد العجائب"، ليعبر عن حقيقة أننا نعيش في بلاد عجيبة مليئة بالتناقضات، والفوارق الكبيرة بين المناطق الحضرية والمناطق القروية.
ما هي الرسالة التي تودين إيصالها من خلال هذا العمل؟
حاولت من خلال فيلم "في بلاد العجائب" تسليط الضوء على معاناة سكان هاته المناطق المعزولة، التي تعاني من قساوة الطبيعة وغياب المرافق الضرورية، وتزداد ظروف عيش سكانها قسوة وصعوبة بمجرد تهاطل الأمطار ونزول الثلوج، ليصير توفير الحطب لمواجهة البرد القارس أهم من توفير الزاد.
لماذا فضلت الانفراد بكتابة سيناريو أولى تجاربك في الفيلم الطويل؟
أنا بالأساس كاتبة سيناريو قبل أن ألج عالم الإخراج، وقد اشتغلت في كتابة السيناريو على مدار 14 سنة، وبالتالي فإن كتابة أول أفلامي الطويلة وفق رؤيتي الفنية وإحساسي كان أمرا طبيعيا بالنسبة لي، لكنني لم أنفرد بهاته المهمة، بل شاركني في كتابة النسخة النهائية من السيناريو الإعلامي وكاتب السيناريو رشيد حمان، بينما أشرف جمال الخنوسي على المراجعة.
تعاملت في فيلم "في بلاد العجائب" مع العديد من الأسماء الفنية المعروفة، هل كان هذا التوجه متعمدا باعتبار البطولة الجماعية تقدم في كثير من الأحيان الوصفة السحرية للنجاح ومداعبة شباك التذاكر؟
لم أفكر نهائيا في الإيرادات كهدف خلال ترشيحي لأبطال العمل، بل كانت الموهبة هي الشرط الأساسي ومدى قدرة كل فنان على نقل إحساس الشخصية التي يجسدها بصدق، وأرى أن كل إسم من الأسماء التي اخترتها استطاع أن يتقمص بمهارة الشخصية التي أسند إليه دورها.
ما تقييمك لمستوى الأفلام السينمائية المغربية المعروضة خلال السنوات الأخيرة؟
لا يمكنني أن أقدم تقييما موضوعيا وصريحا لمستوى الأفلام السينمائية المغربية، لأنني لم أتمكن منذ نحو ثلاث سنوات من مشاهدة أي فيلم مغربي، كما لم يتسن لي حضور أي من المهرجانات الوطنية. كل ما يمكنني قوله هو أنني أرى أنه من الإيجابي في بلدنا في السنوات الأخيرة منح فرص حقيقية لمخرجين من جيل الشباب لإنتاج أفلام تعبر عنهم.
كيف ترين حضور المرأة في مجال الإخراج وكتابة السيناريو؟
المرأة المغربية حاضرة في مجال الإخراج وكتابة السيناريو شأنها شأن الرجل. الفن عموما في نظري لم يكن يوما حكرا على جنس معين، بل هو إحساس يمكن للرجل والمرأة على حد سواء التعبير عنه من خلال العمل السينمائي، ولم أشعر يوما بنوع من التمييز الذي قد يمارس في حق المرأة التي تعمل في مجال الفن. المرأة المغربية يمكنها الوصول إلى المكانة التي تطمح إليها في مجال الفن إن هي أرادت ذلك.
حاورتها: شادية وغزو