أصدرت جمعية رباط الفتح مؤخرا كتابا بعنوان "مقالات أحمد بلا فريج في مجلة "مغرب" نصوص مؤسسة للفكر السياسي الحديث بالمغرب"، بمناسبة الذكرى 25 لوفاة هذا الزعيم الكبير الذي يعد أحد أعلام الكفاح من أجل الاستقلال في المغرب.
ويضم هذا الكتاب مقالات للزعيم الراحل أحمد بلافريج في مجلة "مغرب" التي أسسها في باريس إلى جانب الفرنسي روبير جام لونكي سنة 1932 والتي استمرت في الصدور إلى سنة 1934.
ومن بين المقالات التي يمكن للقراء مطالعتها في هذا الكتاب مقالات عن "تطلعات المغرب"، و"السياسة المغربية والإسلامية لإسبانيا"، و"السياسة البربرية للسيد +سان+"، و"من أجل سياسة إسلامية في المغرب"، و"استقلال العراق".
وقد كان أحمد بلافريج، وهو في سن 24 سنة، يكتب مقالات بلغة فرنسية رصينة وراقية، يوقعها بلقب "المغربي" أو بالحرفين الأولين من اسمه، ويخاطب من خلالها المستعمر الفرنسي والرأي العام الدولي ويثير بأسلوب متميز الانتباه إلى الوضع اللاقانوني الذي مارسه المستعمر في المغرب.
كما كان الراحل يدافع في مقالاته عن كرامة الإنسان المغربي وعلى استقلال البلاد ووحدتها، راسما بوضوح طموحات الحركة الوطنية الرامية إلى تحديث البلاد والاعتماد على القيم الكونية المبنية على الديمقراطية والحقوق والحريات مع الحفاظ على الهوية المغربية والقيم الأساسية للمجتمع المغربي.
ويتوزع الكتاب الذي يقع في حوالي 300 صفحة على قسمين يضم الأول المقالات التي كتبها هذا الرمز الوطني بالفرنسية وقسم آخر يقدم ترجمتها إلى العربية.
وتعتبر كتابات بلافريج إلى جانب كتابات أعلام وطنيين آخرين من أمثال محمد بلحسن الوزاني، ومحمد اليزيدي، ومحمد فاسي، كتابات مؤسسة للفكر السياسي الحديث في المغرب.
وبهذا الخصوص، يؤكد عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، في مقدمة الكتاب، "الحاجة إلى قراءة جديدة لهذه الكتابات التي تعد بحق مؤسسة للفكر السياسي الحديث بالمغرب لفهم حقبة من تاريخنا المعاصر".
ويبرز أن الهدف من هذا الإصدار هو "أن يتعرف الشباب المغربي على زعيم كبير من طينة أحمد بلافريج الذي بصم بشكل جلي ومتفرد، بعمله وكفاحه وفكره، الحركة الوطنية منذ نشأتها".
ويعرض الكاتب والصحفي، محمد العربي المساري، في القسم الخاص بالترجمة العربية للمقالات، عبر مقال تحليلي، الأطوار والمراحل التي مرت بها مجلة "مغرب" طيلة الفترة التي كانت تصدر فيها من 1932 إلى آخر 1934 والأحداث التي عرفها المغرب في هذه الفترة خاصة بعد إصدار سلطات الحماية الفرنسية لما كان يعرف بالظهير البربري، كما يقدم لمحة عن الوضع السياسي إبان تلك المرحلة والالتزام السياسي للمناضلين الشباب في صفوف الحركة الوطنية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });