فكر و دين

محمد عبد الوهاب رفيقي: لهذه الأسباب أطلقنا "الميزان"

أسامة خيي الجمعة 17 مارس 2017
Capture d’écran 2017-03-17 à 12.50.35
Capture d’écran 2017-03-17 à 12.50.35

‎AHDATH.INFO- الرباط - بقلم: محمد عبد الوهاب رفيقي كاتب وباحث

أطلق المفكر المغربي و الباحث والكاتب والناشط في المجال الدعوي محمد عبد الوهاب رفيقي مؤخرا موقعا اختار له من الأسماء إسم "الميزان" وضع له رفقة طاقم الموقع هدف نشر الإسلام الوسطي المعتدل ومحاربة الأفكار المتشدة التي تودي بشباب الإسلام إلى التهلكة تحت مسمى الجهاد الكاذب

رفيقي المعروف سابقا بأبي حفص كتب في الموقع كلمة يشرح فيها أسباب النزول. نعيد نشرها في التالي بعد الاستئذان طبعا، ومع كل متمنيات التوفيق في هاته المهمة غير السهلة نهائيا


‎أمام تنامي خطر العمليات الإرهابية بالمغرب، والعالم. ومع تناسل الخلايا، والتهديدات بالقتل، كل يوم. لابد من التأكيد مرة أخرى على أن المقاربة الأمنية -على أهميتها، وضرورتها لحماية أمن الوطن، والمواطنين- غير كافية لمعالجة الظاهرة. وعلى أن المقاربة الفكرية، والإعلامية، من المداخل الرئيسة للمساهمة في محاربتها، والحد منها.

‎ولما كان ارتفاع تدفق وحضور الفكر المتطرف الوافد على المغرب من طرق إعلامية متعددة، يزيد من تهديد التحصين الذاتي للمجتمع ضد التطرف. وحين يظن المواطن البسيط أن الفكر المتطرف هو الإسلام الصحيح، عبر الكم الهائل من المواد الإعلامية الهائلة، والمتكررة، والمتشددة في معانيها، وتوجيهاتها، فلن تُجدي المقاربات الأمنية، أو الرسمية، بإقناعه بالعكس. ويبقى السبيل الأقوم  -أمام كثافة الإنتاج الإعلامي المتطرف- هو إنتاج غني، ومبسط، ومكثف، ومنتشر، من المواد الإعلامية التي تحمل قيم الفكر المتسامح والمقنع.

‎إن المواد التي نعتزم الاشتغال عليها؛ سواء على مستوى الدراسات والمؤلفات التي ينوي مركز الميزان إصدارها، أو على مستوى المنشورات الإعلامية التي نريد بها منافسة الإعلام المتطرف، من خلال الموقع الذي جعلناه منصة للمركز، ونافذة تفاعلية يومية، مع مختلف الباحثين، والمتابعين، والإعلاميين، تحتاج لمرجعية فكرية محترمة في مخيال، وتقدير، المواطنين المغاربة. ولها رصيد مهم من الإنتاجات التنويرية، الداعية للتسامح، والاعتدال، والوسطية، يمنح لفكرة نشر قيم التسامح والديمقراطية والتنوع رصيدا ومرجعية أصيلة في المجتمع المغربي. كان تركيزنا على إحياء الفكر السلفي الإصلاحي الذي عرفه المغرب في وقت سابق، وكان بإمكانه أن يقود القافلة لمغرب التسامح والتعايش بعيدا عن الأفكار المشرقية التي هيأت التربة الخصبة التي ترعرع فيها التطرف وأنتج مخرجاته، لولا ما جرى من إجهاض المشروع وتطويره لأسباب ليس هذا موضع ذكرها.

‎إنني أعتقد أن تراثنا المغربي يختزن مادة فكرية صالحة جدا لكي نبني عليها اجتهاداتها المعاصرة. لقد كان لأعلام  السلفية الوطنية، من الرصيد الفقهي، والفكري، ما يمكن تثمينه واعتماده.

‎إنني أعتقد، أن تراثنا المغربي، يختزن مادة فكرية صالحة جدا، لكي نبني عليها اجتهاداتها المعاصرة. لقد كان لأعلام السلفية الوطنية، من الرصيد الفقهي، والفكري، ما يمكن تثمينه واعتماده، والانطلاق منه من أجل توجيه الرأي العام، نحو ثقافة التنوع، والتسامح، والانفتاح على قيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان. ويجعل الموقع من أولياته الاعتناء بهذا الفكر، واستثماره لمحاربة الإرهاب، والتطرف.

‎من جهة أخرى، فإن استثمار التجارب السابقة، في الاحتكاك بالتيارات المتطرفة، أو المرور بها، أو الاطلاع الدقيق على أدبياتها، مدخل مهم، وغني، لمحاربة التطرف، والوقوف على نقاط ضعفه، ومعرفة الدوافع الحقيقية المنتجة له. وهو أمر بالغ الحيوية، في سبيل تفكيك الخطابات المتطرفة، ثم القضاء عليها.

‎يفتح المركز أبوابه لكل من له رغبة في هذه المساهمة، كما يجعل منصته الإعلامية بكل إمكانياتها، متاحة لكل جُهد في هذا الباب، سواء ما تعلق بالحديث عن المراجعات الفكرية، وسياقاتها، ومضامينها. أو المساهمة في تفكيك خطاب التطرف، وتحليل نوازعه، ومصادره.

‎ولما كان التطرف الذي نشتغل عليه أحد مخرجات الظاهرة الدينية، وكان الشأن الديني أحد المداخل المهمة لمواجهته، فإن الموقع سيعمل على رصد كل ما يتعلق بالظاهرة على المستوى المحلي، وعلى متابعة كل الفاعلين في الباب، من مؤسسات رسمية وحركات مجتمعية، حتى الطائفة اليهودية لها نصيب من متابعة الموقع واهتمامه.

‎يشكل موقع الميزان -التابع لمركز الميزان الذي سيتم إطلاق منصة خاصة به في المستقبل القريب- منصة إعلامية تسعى لقراءة الأحداث، والتفاعل معها، بعين حرة. الغرض منها تبسيط، وتفكيك، المضامين التي تشكل النواة الصلبة لكل الحركات الدينية. والتفاعل المباشر مع الوقائع اليويمة؛ شرحا، وتحليلا. ولم لا: طرح أسئلة جديدة. كل ذلك بأسلوب يراعي القواعد الإعلامية، في نوع الكتابة التفاعلية، وشكلها الميسر، والسهل.

‎تحية خاصة لكل الفريق، الذي اشتغل لعدة شهور، على إعداد كل ما يتعلق بالمركز، والموقع. ومزيدا من الحماس لإنجاح مشروع يراد منه أن يكون لكل الوطن، ولكل المغاربة.