السياسة

وزير الشؤون الخارجية التنزاني: زيارة جلالة الملك لجمهورية تنزانيا "حدث تاريخي غير مسبوق"

أسامة خيي الاحد 23 أكتوبر 2016
mahiga
mahiga

AHDATH.INFO و م ع

أكد وزير الشؤون الخارجية التنزاني أوغوستين ماهيغا، أن الزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجمهورية تنزانيا تعد "حدثا تاريخيا غير مسبوق" بالنسبة لهذا البلد الشرق إفريقي.

وقال ماهيغا في تصريح للصحافة بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك لجمهورية تنزانيا الاتحادية "نحن من دون شك ممتنون لزيارة جلالة الملك (...)، والتي ستمكن البلدين من ربط علاقات وثيقة وعميقة، مستندة في ذلك على العلاقات السياسية التي تجمع بين جلالته وفخامة الرئيس جون ماغوفولي، والتي فتحت الباب أمام تعاون اقتصادي أوسع".

وحسب الدبلوماسي التنزاني، سيتم خلال زيارة صاحب الجلالة، التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجموعة من المجالات من قبيل النقل الجوي، والسياحة، والبنيات التحتية، والطاقة، معبرا عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة الباب مشرعا أمام تدفق الاستثمارات المغربية في اتجاه جمهورية تنزانيا. وفي حديثه عن افتتاح سفارة للمغرب بدار السلام عقب تعيين جلالة الملك لسفير للمملكة بجمهورية تنزانيا، أكد السيد ماهيغا أن بلده يعتزم عما قريب فتح قنصلية عامة لتنزانيا بالمغرب.

وذكر الوزير في هذا الصدد بأن العلاقات السياسية بين المغرب وتنزانيا تعود إلى ستينيات القرن الماضي، في زمن الرئيس التنزاني الراحل جوليوس نيريري والمغفور له محمد الخامس اللذان كانت تجمعهما علاقات متينة في إطار حركة التحرر الإفريقية.

واستحضر ماهيغا في هذا السياق، الدعم الذي قدمته مجموعة الدار البيضاء آنذاك لحركة التحرر الإفريقي، وكذا الدور الذي اضطلعت به التشكيلة الأممية المغربية لحفظ السلام بالكونغو، والتي حافظت على وحدة البلاد خلال السنوات الأولى من حصولها على الاستقلال.

من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية التنزاني أن الزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجمهورية تعيد إلى الواجهة حدثا وازنا في تاريخ هذا البلد الشرق إفريقي، والمتمثل في زيارة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة لسواحل البلاد منذ 685 سنة.

وقال ماهيغا إن "زيارة الرحالة ابن بطوطة كانت بمثابة علامة وضاءة، ونحن نعتقد أن حلول صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذه المرة ببلدنا يدعونا إلى استحضار هذه الذكريات التي يتعين علينا توظيفها بحكمة كعامل ربط حيوي يجمع بين المغرب بتنزانيا".

وذكر الوزير التنزاني بأن ابن بطوطة الذي كان مستكشفا وباحثا فذا، قام بزيارة جزيرة "كيلوا كيسيواني" الموجودة على السواحل التنزانية التي حل بها أيضا، مشيرا إلى أن مرور الرحالة المغربي ب "كيلوا كيسيواني" التي كانت في تلك الفترة مركزا ثقافيا محوريا، ظل محفورا في الذاكرة وأضحى حدثا يدرس في مقررات وكتب التاريخ.

وأضاف ماهيغا أن ابن بطوطة مر من تنزانيا قبل رسو سفن الأوروبيين بسواحل شرق إفريقيا، حيث أن المستكشف البرتغالي فاسكو ديغاما، ظل عندما زار المنطقة، منبهرا بالإرث الذي خلفه الرحالة والمستكشف المغربي بجزيرة كيلوا.

وخلص وزير الشؤون الخارجية التنزاني، إلى أن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك لتنزانيا تعد حدثا بارزا في حاضر العلاقات الثنائية، والتي "تحثنا على استحضار تلك الذكريات القيمة".

زيارة جلالة الملك لجمهورية تنزانيا علامة فارقة في العلاقات التي تجمع المغرب بهذا البلد

أكد سفير المغرب بدار السلام عبد الإله بنريان، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لجمهورية تنزانيا تشكل نقطة فارقة في العلاقات التي تجمع المملكة بهذا البلد الشرق إفريقي.

وقال بنريان في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، إن هذه الزيارة الملكية "تاريخية بجميع المقاييس، وذلك لكونها الأولى منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين، حيث تشكل علامة فارقة في العلاقات الثنائية ، كما تأتي عقب القرار الملكي السامي المتعلق بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي".

وأضاف الدبلوماسي المغربي "يحذونا الأمل في أن تتمكن ديبلوماسية صاحب الجلالة من استعادة المكانة التي لطالما حظي بها المغرب داخل إفريقيا"، مؤكدا أن الغاية تتمثل في النهوض بعلاقات الأخوة والتعاون والتضامن، لاسيما مع دول شرق إفريقيا.

واعتبر بنريان أن انفتاح المغرب على منطقة شرق إفريقيا ستكون له، لا محالة، العديد من النتائج الإيجابية، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مشيرا في هذا الصدد إلى الوفد الرسمي الهام الذي يرافق جلالة الملك في إطار هذه الزيارة، والذي يضم مجموعة من الوزراء والفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال.

كما أشاد الدبلوماسي المغربي ب "النتائج المشجعة للغاية" التي تمخض عنها المنتدى المغربي- التنزاني الأول للتجارة والاستثمار، المنعقد أمس السبت بدار السلام، مبرزا الاهتمام الأكيد الذي أبانت عنه تنزانيا حيال جعل المغرب حليفا إستراتيجيا، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

وخلص بنريان في هذا الصدد إلى أن من شأن القرار الأخير للرئيس التنزاني القاضي بتيسير إجراءات الحصول على التأشيرة لفائدة مجموع المواطنين المغاربة، تعزيز العلاقات بين البلدين.