السياسة

جلالة الملك والرئيس كاغامي عازمان على إرساء شراكة قوية على أساس تعاون جنوب-جنوب برغماتي ومتضامن

أسامة خيي الاحد 23 أكتوبر 2016
maroc-rwanda-2
maroc-rwanda-2

AHDATH.INFO و م ع

جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس و رئيس جمهورية رواندا السيد بول كاغامي، عزمهما العمل من أجل إرساء شراكة قوية مبنية على أساس تعاون جنوب -جنوب برغماتي ومتضامن، ترتكز على تبادل التجربة وتقاسم الخبرة.

وذكر بلاغ مشترك نشر عقب الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة لرواندا "بعد أن سجلا بارتياح تطابق رؤيتهما بخصوص التنمية السوسيو-اقتصادية على صعيد البلدين، جدد قائدا البلدين عزمهما على العمل من أجل إرساء شراكة قوية مبنية على أساس تعاون جنوب -جنوب برغماتي ومتضامن، يرتكز على تبادل التجربة وتقاسم الخبرة".

وأشار البلاغ إلى أن جلالة الملك و الرئيس بول كاغامي "عبرا عن ارتياحهما للدفعة القوية التي طبعت العلاقات السياسية بين المغرب ورواندا. واتفقا على اتخاذ مبادرات ملموسة لتعزيز تعاون ثنائي متين ومتنوع، يعود بالنفع على البلدين".

ولهذا الغرض، يضيف البلاغ، أعطى قائدا البلدين توجيهاتهما السامية من أجل إحداث إطار قانوني موسع وعملي، كفيل بهيكلة تعاون مثمر سواء بين حكومتي البلدين أو الفاعلين الخواص.

وتأتي هذه الزيارة الرسمية، حسب المصدر ذاته، لتتويج التطور الايجابي للعلاقات الثنائية خلال السنوات الاخيرة، والتي تميزت على الخصوص، بزياة فخامة الرئيس بول كاغامي يومي 20 و21 يونيو 2016 للدار البيضاء. وتعكس تطابق رؤى قائدي البلدين من أجل توطيد علاقات الصداقة بين البلدين، وكذا من أجل الاندماج الاقليمي وانبعاث القارة الافريقية".

وتعكس زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الاولى من نوعها لرواندا، إرادة المملكة المغربية، المعبر عنها على أعلى مستوى، في الانفتاح أكثر على شرق افريقيا، وتنويع شركائها في إفريقيا، وتوسيع نطاق نموذج التعاون جنوب -جنوب الذي طورته المملكة مع شركائها التقليدين في القارة، في هذه المنطقة، وفق ما جاء في البلاغ المشترك.

وأكد البلاغ أن الاتفاقات الحكومية واتفاقات الشراكة الاقتصادية الـ23 الموقعة بمناسبة هذه الزيارة الرسمية، تشكل ترسانة قوية لهذا الإطار القانوني، وتمثل خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف المسطرة من طرف قائدي البلدين وتعطي دفعة نوعية للعلاقات الثنائية.

وأبرز البلاغ أن هذه الاتفاقات تهم مجالات متنوعة تشمل المشاورات السياسية، والخدمات الجوية، والتعاون الأمني، والتعاون في المجال الضريبي، وحماية الاستثمارات، والمالية، والسكن، والتأمينات، والتكنولوجيا وتطوير المناطق الاقتصادية.

وتشكل هذه الاتفاقات الموقعة، يضيف المصدر ذاته، خاصة في مجال التنمية الفلاحية، "تعبيرا عن نموذج متفرد وخلاق للتعاون المندمج الذي أراده قائدا البلدين، ويمثل روح الشراكة المتضامنة والبراغماتية والمدمجة التي تميز هذا التعاون".

وتابع البلاغ أن جلالة الملك والرئيس كاغامي أبرزا الدور الحيوي للقطاع الخاص المغربي والرواندي في النهوض بتطوير العلاقات الثنائية من خلال تشجيع الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين على تكثيف جهودهما لإرساء شراكة مربحة للطرفين، متينة وتتسم بالاستمرارية، باعتبارها رافعة للتنمية السوسيو اقتصادية ومنتجة للثروة المشتركة.

وحسب البلاغ، اتفق جلالة الملك والرئيس كاغامي على استثمار أوجه التكامل بين البلدين ضمن شراكة تعود بالنفع على الجانبين ، والعمل من أجل أن يكون كل من البلدين بالنسبة للآخر بمثابة نقطة ارتكاز في الدفاع عن المصالح المشتركة على المستويات الإقليمية والقارية والدولية.

الرئيس الرواندي يشيد بريادة جلالة الملك ودوره لفائدة السلام والاستقرار والتنمية في إفريقيا

أشاد الرئيس الرواندي السيد بول كاغامي بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، معربا عن تقديره لدور جلالة الملك في مجال السلام والاستقرار والتنمية في افريقيا. وجاء في البلاغ المشترك الصادر في أعقاب الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رواندا (18-23 أكتوبر) أن الرئيس الرواندي "نوه بدينامية السياسة الافريقية للمملكة، التي تجمع بين الانخراط السياسي، وتطوير العلاقات الاقتصادية، وتعزيز الروابط الانسانية والتعاون الأمني".

وأضاف البلاغ أن الرئيس كاغامي "أشاد أيضا بالدور الرائد للمغرب في مجال التنمية المستدامة، وأعرب عن دعمه لجهود المغرب الرامية لإنجاح مؤتمر (كوب22) الذي سينعقد بمراكش ما بين 7 و 18 نونبر المقبل". كما رحب قائدا البلدين، باتفاق كيغالي، الذي سيكون له تأثير إيجابي جوهري على الحد من التغيرات المناخية، والذي يشكل مساهمة كبرى في إنجاز أهداف كوب.22.

وسجل البلاغ "التجربة المؤكدة والخبرة المعترف بها للمغرب في مجال الطاقات المتجددة، إلى جانب معرفته برهانات وتحديات افريقيا وتشبثه بالدفاع عن مصالح القارة، مما يجعل من المملكة ناطقا مناسبا بصوت افريقيا خلال هذا الحدث الهام".

وبهذه المناسبة، يضيف البلاغ، نوه جلالة الملك بالدور الفعال لرواندا على الصعيدين الإقليمي والقاري، وهنأ الرئيس كاغامي على تشبثه بالسلام والاستقرار في افريقيا.

المغرب-رواندا : إرادة ملكية راسخة لتعميق شراكة استراتيجية متينة جنوب-جنوب

مكنت زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لجمهورية رواندا من إرساء أسس شراكة سياسية اقتصادية واجتماعية متينة بين البلدين، في انسجام تام مع الرؤية الملكية من اجل تعزيز التعاون جنوب جنوب. وتميزت هذه الزيارة الاولى من نوعها لجلالة الملك لهذا البلد، بحفل الاستقبال الرسمي الذي أقامه رئيس جمهورية رواندا فخامة السيد بول كاغامي، الأربعاء الماضي بمقر الرئاسة بكيغالي، على شرف جلالة الملك، وهو حفل رفيع عكس متانة العلاقات الثنائية وإرادة قائدي البلدين للمضي قدما نحو إرساء شراكة اقتصادية بينية واعدة.

كما حققت هذه الزيارة نجاحا دبلوماسيا حقيقيا، تمثل في التوقيع على 19 اتفاقية، من بينها اتفاقيات حكومية وأخرى تهم الفاعلين الاقتصاديين والقطاعين العام والخاص بالبلدين.

وتروم هذه الاتفاقيات، التي تهم مختلف القطاعات من قبيل الفلاحة والإسكان والتكوين المهني والقطاع المالي والضريبي والبنكي ، والتكنولوجيات الجديدة والملاحة الجوية والسياحة والطاقات المتجددة، تعزيز الإطار القانوني الذي يؤطر التعاون بين البلدين.

ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقيات، انسجاما مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز الشراكة جنوب جنوب.

كما يطمح برنامج الشراكة هذا النهوض بالتعاون في ميادين البنيات الهيدرومائية ، والصحة الحيوانية ونقل الخبرة المغربية التي راكمتها مجموعة القرض الفلاحي للمغرب والتعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين (مامدا) ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في ما يخص ادماج صغار الفلاحين في أنظمة التمويل والتأمين ضد المخاطر وإقامة قاعدة معطيات حول خصوبة التربة.

ويوم الجمعة الماضي، ترأس جلالة الملك مرفوقا بصاحب السمو الامير مولاي اسماعيل، والرئيس الرواندي الذي كان مرفوقا بعقيلته السيدة جينيت كاغامي، رئيسة مؤسسة "إمبوتو فوندايشن"، بكيغالي، حفل التوقيع على مذكرة تفاهم بين مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة ومؤسسة "إمبوتو فوندايشن".

ووقع هذه الاتفاقية التي ترسي تعاونا وثيقا بين المؤسستين في ميادين الصحة والتربية وتقوية كفاءات الشباب، والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة السيد

مصطفى التراب، والنائبة الاولى لرئيسة إمبوتو فوندايشن السيدة ريتا زيريم واباغادو.

وبمقتضى مذكرة التفاهم هذه ستستفيد المؤسسة الرواندية من هبة بقيمة مليون أورو تمنحها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة. وستخصص هذه الهبة لتمويل مشروعين في مجالي الصحة والتربية.

كما تميزت زيارة جلالة الملك إلى رواندا، بزيارة جلالته يوم الخميس الماضي للنصب التذكاري بجيسوزي (ضاحية كيغالي) والذي شيد تكريما لضحايا الابادة الجماعية برواندا، والتي راح ضحيتها عام 1994 نحو مليون شخص.

وأتاحت الزيارة الملكية الرسمية لبلد الألف تل من إرساء دينامية جديدة للتعاون المغربي الرواندي، وتعميق الشراكة الاستراتيجية الثنائية حتى تصبح نموذجا يحتذى في التعاون جنوب-جنوب.