مجتمع

تسريبات من هاتف عون سلطة تكشف عن «تواطؤ وفساد انتخابي»

مجيدة أبوالخيرات الأربعاء 19 أكتوبر 2016
49_irivbalntvvwip83
49_irivbalntvvwip83

AHDATH.INFO - حد السوالم - خاص

يوصف هاتفه بأنه «الأغلى ثمنا» في المنطقة، وعند السؤال عن نوعيته وطرازه، تدرك أن ارتفاع قيمته لا تعود إلى هذه المميزات، وإنما لما تحمله ذاكرته من معطيات وتسجيلات للعشرات من المكالمات التي كان يجريها بتزامن مع فترة الحملة الانتخابية.

فحسب ما ذكرت مصادر مطلعة فإن عون سلطة برتبة «شيخ» ينتمي إلى بلدية حد السوالم الخاضعة لعمالة إقليم برشيد، كان قد أضاع هاتفه المحمول، الذي وصل إلى أيدي أشخاص عملوا على نشر تسجيلات المكالمات التي جمعت بينه وبين عدد ممن اتصل بهم، أو اتصلوا به في عز الحملة الانتخابية.

وتشير مضامين المكالمات المنسوبة إلى عون السلطة ببلدية حد السوالم، والتي تم بثها على نطاق واسع عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، إلى «تحركات غير قانونية»، و«اتصالات من أجل التدخل في السير العادي للعملية الانتخابية»، عبر «توجيه عدد من الناخبين المنتمين لإحدى المناطق، التي تدخل في نفوذ الدائرة الانتخابية لبرشيد، لدعم مرشح كان قد دخل غمار التنافس على مقاعد هذه الدائرة»، كما تشير مكالمات أخرى إلى «تشجيع صاحب الهاتف للبناء العشوائي».

وفي الوقت الذي ادعى فيه ناشرو تسجيلات هاتف عون السلطة أن «الهاتف ضاع منه في حوالي الساعة 12 زوالا يوم 7 أكتوبر، وفيه تسجيلات للقائد الذي يقع عون سلطة تحت إمرته»، تشير إلى أن مسؤول السلطة المحلية المعني، كان «ينسق مع صاحب الهاتف لإخراج نواب المكاتب لبعض الأحزاب، وإبعادهم عن مراكز التصويت»، عبر «الإغراء المالي»، حيث تشير إحدى المكالمات إلى أن «الثمن قد وصل إلى 500 درهم للنائب» من أجل التمكن من إنجاز هذه العملية.

إذن هي أكثر من 50 مكالمة، تقول مضامين التسجيلات التي تم نشرها على صفحة الفايسبوك المذكورة، إنها «تورط عون السلطة ومسؤوله المباشر»، كما تشير إلى ما وصفته بـ«تواطؤ بعض أعضاء مجلس البلدية».

ولا تقف مضامين التسجيلات المذكورة عندما قال مسربو التسجيلات، إنها «أعمال تمس بسلامة العملية الانتخابية والتواطؤ لصالح المرشح المنتمي لبلدية حد السوالم»، وإنما تشير باقي التسجيلات إلى التواطؤ المسجل بين مسؤول السلطة المحلية وعون السلطة، صاحب «الهاتف الضائع»، مع محترفي البناء العشوائي ببعض التجمعات السكنية من قبيل منطقتي «حمان» و«أولاد جامع»، حيث يشير أحد التسجيلات إلى ما قال ناشروها إنها «نصيحة» للتحريض، يقول فيها عون سلطة لأحد الراغبين في تشييد مسكن بدون ترخيص: «بْنِي بنهار وايلا جا عندك القايد وجد شمكارة وجري عليه»... مضيفا في صيغة تحريضية أخرى أكثر خطورة: «ضَبَرْ فشي لاكارط ديال شي ميت وعطيها ليه...»!!

وفي اتصال  بأحد المسؤولين ببلدية السوالم لاستجلاء حقيقة التسجيلات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أن «هاتف عون السلطة المذكور، وهو من صنف الهواتف الذكية، كان بالفعل يتضمن أحد التطبيقات التي تسجل جميع المكالمات الصادرة منه أو الواردة عليه»، إلا أنه فند رواية ناشري المكالمات عبر الفايسبوك، الذين قالوا إن الهاتف ضاع من عون السلطة، حيث أكد أن «عون السلطة انتزع منه هاتفه يوم السابع من أكتوبر من طرف بعض الأشخاص، بعد نزاع قرب أحد مراكز التصويت»، وأن «من نزعوا الهاتف من صاحبه كانوا قد علموا بما يحتويه من معلومات مسجلة من خلال المكالمات، بعد أن أسر بها هو إلى بعض جلسائه في جلسة ليلية»، ليعملوا على تفريخ نسخ من جميع التسجيلات والاحتفاظ بها، وهو ما يؤكد حسب المصدر ذاته، الذي رفض ذكر اسمه، «صحة التسجيلات»، غير أنه في المقابل «قلل من تأثيرها على السير العادي لعملية التصويت»، مضيفا أن «صاحب الهاتف وحده يتحمل مسؤولية ما صدر عنه».

وبخصوص التواطؤ في البناء العشوائي إبان الحملة الانتخابية، ذكر المصدر ذاته أن لجنة مكلفة بالتعمير أعدت تقريرا مفصلا عن جميع الخروقات، سترفعه إلى الجهات المسؤولة من أجل النظر فيه. وقد حاولنا الاتصال بعون السلطة صاحب الهاتف، عبر رقم هاتفي آخر تمكنا من الحصول عليه، إلا أن الهاتف الثاني ظل يرن بدون مجيب منذ الأحد الماضي.

رشيد قبول