لم يظهر منذ صفعة البريكس.. الجزائريون يبحثون عن تبون؟!

متابعة الثلاثاء 29 أغسطس 2023
No Image

AHDATH.INFO

بعد أن كان لايترك مناسبة إلا ويخرج ليبشر الجزائريين بالنصر القريب، توارى ممثل النظام العسكري في قصر المرادية عن الأنظار، ولم يظهر منذ صفعة البريكس.

ويتواصل الصمت الرسمي والسياسي في الجزائر حول استثناء البلد من القائمة المرشحة للانضمام إلى مجموعة بريكس، ولم تصدر إلا تعاليق معزولة في شكل مساهمة أو منشور أو تصريح من هذه الشخصية الحزبية أو تلك، فيما لم يصدر أي تصريح عن السلطة أو عن القوى السياسية الداعمة لها.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر ضجت على مدى الأيام الماضية بخبر استثناء البلاد من الانضمام إلى المجموعة، وعبر الآلاف من الجزائريين عن خيبة أملهم، وفقدانهم الثقة في السلطة السياسية القائمة التي روجت منذ فترة غير بعيدة أن الانضمام شبه محسوم.

وقد طالب الجزائريون على مواقع التواصل الحكومة الجزائرية بضرورة الخروج وتوضيح الأسباب الحقيقية التي أدت إلى رفض طلب الانضمام، لكن الأخيرة فضلت التجاهل والركون إلى الصمت، فيما شرعت قيادات سياسية في نبش الأسباب الكامنة خلف الرفض.

كما أصبح الجزائريون، يطالبون برؤية تبون الذي توارى عن الأنظار، بل أصبحوا يبحثون عن أخباره بكل الوسائل، حيث تبين أن صفحته الرسمية لم تحين منذ أكثر من أسبوعين، وأن آخر ما دون فيها هو تعزيته في وفاة مسؤول الاتصال، الذي قتل في ظروف غامضة.

ونقل المعارض هشام عبود عن مصادر، قالت إن تبون لم يلتحق بقصر المرادية منذ صفعة البريكس، وأنه متواري عن الأنظار من ساعتها، ولايعرف مكانه.

وقال القيادي في حزب الكرامة محمد قندوز إن الغموض يكتنف كواليس مجموعة بريكس، والمعايير التي تطبقها في قبول الطلبات أو رفضها، نافيا أن يكون عدم قبول بلاده فشلا للقيادة السياسية أو سوء تقدير منها للتحولات المتسارعة في العالم.

وشدد المتحدث في تصريح صحفي على أن “الرئيس عبدالمجيد تبون لم يجزم بضمان الانضمام إلى المجموعة، وإنما كان يؤكد في تصريحاته على أن الجزائر عملت على استيفاء الشروط الممكنة، ولذلك فإن القرار هو تأجيل وليس رفضا”، في إشارة إلى تجديد الطلب خلال الدورة القادمة للمجموعة.

قدم رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان قراءته لقرار مجموعة بريكس بعدم ضم بلاده، الذي وصفه بـ”الصادم والمر”، في مساهمة وزعت على وسائل إعلام مختلفة، لتكون بذلك أول موقف يصدر عن إحدى القوى السياسية التي انتقلت في ظرف وجيز من المعارضة إلى الموالاة.

وذكر سفيان أن “قمة بريكس التي عقدت في جوهانسبرغ ستترك للجزائريين طعما مريرا، وإن الأمل في أن تكون جزءاً من نخبة البلدان التي تطمح إلى بناء عالم متعدد الأقطاب سينقلب إلى الشعور بخيبة الأمل إزاء الرفض بهذه الطريقة الوحشية”.

ولا زالت القراءات الجزائرية متباينة بشأن الأسباب الحقيقية التي حالت دون انضمام البلاد إلى المجموعة، بين من يحصرها في الجانب الاقتصادي وبين من يرى دخول الشأن الإستراتيجي على الخط، وبين من يعلق الفشل على الكواليس، ولو أن الخطاب الغالب يُجمع على فشل السلطة في رسم خيارات الدولة.