لماذا ينزعج القاطنون في اليوتوب من الصحافة الورقية؟ ما الذي يزعج أشخاصا لديهم صفحات يقولون إنها مليونية، وتشاهدها عشرات، بل مئات، بل آلاف مليارات الناس، من جريدة يتلوها فقط مديرها وصحبه؟ ما الذي يجعل أناسا يفترض أنهم يتحكمون في الرأي العام، بسبب المنتوج اليومي الذي يقدمونه بإسهال واستسهال مثيرين للشفقة، يقررون أن معركتهم الأساس، هي ضد جريدة قادمة من تسعينيات القرن الماضي، رأسمالها الفعلي والحقيقي، قدرتها على البقاء واقفة على خط الوضوح الكامل مع الوطن، مع الشعب، مع الانتماء الجماعي للمغرب وللمغاربة؟
دعونا نواصل مانتقنه أفضل من الآخرين: الإزعاج الإيجابي "بالعامر"، وليس ب "الخوا الخاوي"، ولنطرح السؤال مباشرة ودون أي لف ودوران: ما الذي يزعج "فراقشية اليوتوب"، هؤلاء الذين اكتشفوا فجأة أن الدرهم ليس أمرا افتراضيا، بل هو واقع قد يتحقق، هؤلاء الذين غيروا الجوع القديم، بجوع أسوأ منه، من الصحافة الورقية، ومن البقية الباقية اللي ظلت قابضة على جمرها، بكل شجاعة وإباء؟
سنجيب، نعم سنجيب. وبكل ما في الوضوح من وضوح سنقول لكم إن فراقشية اليوتوب اعتقدوا، بسبب الإسهال المرضي الذي أصيبوا به، أنهم فعلا أصبحوا يسيرون الرأي العام، ويتحكمون في المغرب، ويحددون لنا جميعا، متى سينزل المطر، ومتى سنضع مظلاتنا في الرفوف، وسنستمتع بالجو الجميل، ونحن نغني "الجو بديع، والدنيا ربيع، قفلي على كل المواضيع".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
سوى أن الأمر ليس هكذا. سوى أن الواقع مغاير. سوى أنهم أتوا إلى "مزرعة فليو"، وقرروا أن يصيبهم كل الزكام . سوى أنهم نسوا أننا في المملكة المغربية. بلد ودولة عريقان جدا، أكثر من العراقة بكثير. هادئان، لايحبان النزق. عالمان ببواطن الأمور وظواهرها، قادران على كشف الخائن، والبائع بالثمن الرخيص مهما علا، والجائع القديم، والجوعان الأبدي، والحالم بمنصب لن يصله، المستطيعان باستمرار، ونحن نتحدث عن الدولة والبلد هنا في المغرب، على كشف كل المؤامرات قبل أن يقرر الضالعون فيها التآمر.
لذلك يغضب "فراقشي اليوتوب" من جريدة ورقية مسكينة، ووحيدة وعزلاء، تقاوم رداءته، لأنه يعرف أن رصاصها كله حي، وأنها تؤمن منذ بدأت بأن "الفرشي مايقتلشي"، مثلما كان يقول أجدادنا أيام الاستعمار، لذلك تضرب الطوابرية والفراقشية وخونة الوطن، وكل من يحلم للمغرب العظيم بالكوابيس الضرب المبرح المؤلم والأليم.
ولذلك يترك فراقشية اليوتوب كل وسائل الإعلام الأخرى، التي لاطعم ولا لون ولا رائحة لها، في "التيقار"، ويقصدون دارا صغيرة تكبر فقط بانتمائها للوطن، وحبها للوطن، واستعدادها، حقا لا ادعاءا، للتضحية بكل شيء، نعم بكل شيء في سبيل الوطن.
هل فهمتم الآن لماذا يخاف فراقشبة اليوتوب وضوح هذه الدار؟ هل استوعبتم لماذا ينامون ويستيقظون وهم يرددون أسماءنا، فيما نحن منشغلون عنهم بأهم الأهم: خدمة بلدنا بعملنا الذي نتقنه أفضل من الآخرين؟هل اتضحت لديكم الصورة الآن؟ أكيد، وحتى إذا لم تتضح، سنواصل بوضوحنا المغربي الأخاذ والجميل تبيانها، وسنكشف لكم في الزمان والمكان، المناسبين، من يحرك في "فراقشية اليوتوب" كل هذا الخوف من جريدة ومن مجموعة إعلامية سر قوتها الفعلي بسيط للغاية: أنها تحب المغرب، وتريد فقط خدمته. فقط، لاغير، مع أن خدمة المغرب أمر عظيم للغاية، وغير متاح لأي كان، لكن فراقشبة اليوتوب، كالعادة، لايعلمون.