تقرير وطني يدق ناقوس الخطر: القراءة والكتابة الحلقة الأضعف في التعليم الأولي بالمغرب

أحداث.أنفو الجمعة 26 ديسمبر 2025
No Image


في تشخيص دقيق لوضعية التعلمات الأساسية، كشف تقرير حول تقييم التعليم الأولي بالمغرب أن مجال القراءة والكتابة المبكرة يظل الأضعف من حيث مستوى الإتقان، مسجلا معدل 56 نقطة فقط، وهو ما يعكس صعوبات ملموسة لدى الأطفال في التعرف على أشكال الحروف وأسمائها.

وفي عرض للمعطيات المرتبطة بالبيئة الأسرية، أوضح التقرير، الذي أعدته الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين وقدمته أمس بالرباط، أن 32 في المائة من الأطفال لا يتوفرون على أي كتاب داخل أسرهم، مع ارتفاع هذه النسبة في الوسط القروي إلى 53 في المائة، مسجلا في الوقت ذاته محدودية القراءة المنزلية، إذ لم يُقرأ أي كتاب لفائدة 58 في المائة من الأطفال.

أما على مستوى شروط الاستقبال والبنية التحتية، فأبرز التقرير أن 86 في المائة من الأطفال يتابعون تعليمهم الأولي في وحدات مرتبطة بماء الشرب، في حين لا تتجاوز نسبة المستفيدين من مرافق صحية تستجيب للمعايير المعتمدة 31 في المائة، بينما لم تتعد نسبة الأطفال الذين يغسل جميعهم أيديهم بالصابون قبل الوجبات 38 في المائة.

وفي ما يتعلق بإدماج الفئات الهشة، سجلت الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين محدودية إدماج الأطفال في وضعية إعاقة داخل وحدات التعليم الأولي، إذ لا تتجاوز نسبتهم 1.2 في المائة من مجموع الأطفال، وفق المعطيات المصرح بها من طرف مديري هذه الوحدات.

وعلى صعيد مجالات التعلم، أكد التقرير أن النمو الاجتماعي-العاطفي يشكل المجال الذي يحقق فيه الأطفال أفضل النتائج، بمتوسط بلغ 68 نقطة، وهو مجال يرتبط بقدرة الطفل على التعرف على المشاعر الأساسية وفهمها، والتعبير عن احتياجاته بشكل مناسب، والتفاعل الإيجابي مع أقرانه، إضافة إلى ضبط السلوك.

وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن متوسط مهارات ما قبل الرياضيات بلغ 65 نقطة، باعتبارها تعلمات أساسية مرتبطة بالأعداد والكميات والتنظيم المكاني، وتشمل العد الشفهي، والمطابقة بين المصطلحات، ومقارنة الكميات الصغيرة، والتعرف على الأعداد المكتوبة، فضلا عن أولى العمليات الذهنية البسيطة.

وختم التقرير ملاحظاته برصد تباينات لافتة داخل المجال نفسه، مبرزا أن غالبية الأطفال يتقنون العد الشفهي إلى حدود الرقم عشرة دون أخطاء، غير أنهم يواجهون صعوبات واضحة عند الانتقال إلى مستويات أكثر تعقيدا، خاصة في ما يتعلق بالتعرف على الأرقام المكتوبة، والتعامل مع الكميات الأكبر، وإنجاز عمليات الجمع البسيطة.