أي ذبابة لسعت أمين عام حزب "الحركة الشعبية"؟ وأي مراهقة نضالية أصابته في هذا السن المتأخر بعد سنوات طويلة في العمل الحزبي الإداري لم يردد فيها أوزين إلا عبارة "نعم"، حتى صار من علامات "بني وي وي" الشهيرة في البلد؟
لامفر من طرح السؤال لأن هذا "النضال" الذي أصيب به أوزين في هذه السنة فجأة ودون سابق إنذار وعلى حين غرة أمر محير حقا من طرف الوزير صاحب "الكراطة" الشهيرة، ولايشبهه إلا "نضال" أرذل العمر الذي أصيب به محامي الحكومات سابقا محمد زيان، بعد أن بلغ من العمر عتيا، فك الله أسر كل الأبرياء، إذا ماثبتت براءتهم طبعا.
أوزين ارتكب تدوينة ذات مستوى منحط وصف فيها الصحافيين المغاربة بأنهم فراقشية، وبأن الحكومة أضافت لهم "علفا" جديدا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ومعلوم طبعا لمن يوضع العلف، أعز الله قدر الجميع، مايعني أن الوزير المطرود من الحكومة بسبب المطر شرع في فقدان اتزانه، ولم يعد يدرك مايكتبه فعلا، لأن وصف مجموعة كبرى من المؤسسات الإعلامية المغربية، منخرطة في الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين (منها على سبيل الذكر لا الحصر :الاتحاد الاشتراكي، ليبراسيون، تيل كيل، ماروك إيبدو، ليكونوميست، الصباح، الأحداث المغربية، هسبريس، راديو مارس، ميد راديو، موقع le360، لوروبورتير، فينانس نيوز، لوماتان، الصحراء المغربية وأضف إليها البقية التي نعجز عن ذكرها جميعا هنا من الجرائد والمجلات والمواقع والإذاعات الوطنية والمواطنة المحترمة رغما عن أنف أوزين) بأنها تمثل فراقشية الصحافة، وأن الحكومة أضافت لها علفا جديدا، أمر خطير للغاية، ويسأل عنه أوزين أمام مؤسسات البلد وفق مايضمنه القانون المغربي للمواطنين المغاربة ولكل المؤسسات الإعلامية التي اعتبرت أن أوزين تطاول عليها بشكل حقير ودنيء ولاتتوفر فيه ذرة واحدة من الاحترام.
أمين عام "الحركة الشعبية"، زل زلة حقيقية، وارتكب جريرة فعلية، وعلى مايبدو فقد كل أعصابه في المعركة التي تجمعه مع زميل صحافي واحد في البلد، فقرر الانتحار الأخلاقي بأن يدخل معركة أكبر مع كل المؤسسات الإعلامية المغربية.
البادئ أظلم، وأوزين من خلال عبارتي "الفراقشية"، و "العلف"، أكد أنه بعيد كل البعد عن مجال التدافع السياسي المتحضر والمتخلق، قريب كل القرب من عالم الأغنام والمواشي، ولامفر من اللجوء إلى العصا الشهيرة من أجل الهش عليه، وأيضا من أجل قضاء كل المآرب الأخرى …
يتبع بشكل لايقبل النقاش ولا الجدال، إلى أن تتضح الصورة كاملة للجميع.