حصد الفيلم السينمائي المغربي «في حب تودا» للمخرج نبيل عيوش تتويجا دوليا جديدا، خلال مشاركته في مهرجان Thessalonique Film Festival باليونان، حيث نال جائزة «أفضل التزام بالدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة»، في اعتراف دولي بالقيمة الإنسانية والحقوقية للعمل.
وأعلن نبيل عيوش عن هذا التتويج عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرا عن اعتزازه بهذه الجائزة التي وصفها بـ«الرمزية»، لما تحمله من دلالة قوية على أحد الأبعاد الجوهرية للفيلم، والمتمثل في تكريس كرامة الإنسان باعتبارها محورا أساسيا في الحكاية السينمائية.
وأوضح المخرج أن الفيلم يسلط الضوء، من خلال شخصية الطفل الأصم التي جسدها الطفل جود الشميحي، على الإكراهات اليومية التي يواجهها الأشخاص في وضعية إعاقة داخل المجتمع، مؤكداً أن العمل يطمح إلى فتح نقاش هادئ ومسؤول حول قضايا الإدماج، والاعتراف بالاختلاف، وبناء مجتمع أكثر إنصافاً وتضامناً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ويعد «في حب تودا» تجربة سينمائية مغربية لاقت ترحيبا دوليا لافتا، بعدما جرى اختياره للمشاركة في مهرجان كان السينمائي خلال دورته السابقة، كما مثّل المغرب ضمن القائمة الأولية للترشيحات لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي، ما يعكس قوة رسالته وعمق معالجته لقضايا اجتماعية وإنسانية حساسة.
ويروي الفيلم قصة «تودا»، المرأة المغربية التي تتأرجح بين الهشاشة والقوة، وتحلم بأن تصبح «شيخة» في مجتمع تقليدي تحكمه نظرة قاسية تجاه المرأة والفن الشعبي. وتؤدي الدور الرئيسي الممثلة نسرين الراضي، التي جسدت الشخصية بأداء صادق ولافت.
وتتنقل البطلة بين الحانات القروية، مكافحة من أجل تأمين مستقبل أفضل لها ولابنها، قبل أن يدفعها ضيق الحال وتراكم الإكراهات الاجتماعية إلى اتخاذ قرار جريء بالانتقال إلى مدينة الدار البيضاء، بحثاً عن بداية جديدة وسط صخب المدينة وتحدياتها القاسية، في رحلة إنسانية تعكس صراع المرأة من أجل الكرامة وتحقيق الذات.
ويؤكد هذا التتويج الجديد المكانة المتنامية التي باتت تحتلها السينما المغربية على الساحة الدولية، وقدرتها على ملامسة القضايا الإنسانية الكونية بلغة فنية صادقة، تجعل من السينما أداة للترافع والدفاع عن قيم الكرامة والعدالة الاجتماعية.