نعم، نحن المغاربة، "وي كان" !

بقلم: المختار الغزيوي الأحد 21 ديسمبر 2025
20251221_100009
20251221_100009

منذ 1976 والمغاربة يرددون كلاما
كثيرا عن هدف "بابا" في إثيوبيا، الذي لم تره أغلبيتهم.

منذ 1976، وحلم هذه الكأس القارية، وطيف هذه النجمة الثانية، على يسار قميص المنتخب الوطني، هناك ملتقى القلب بالشعار، يراودان الناس هنا.

ولو شئت أن تحرك في محب الكرة، المدمن عليها، الآلام، لاكتفيت فقط بتحريك سكين الذكريات في جرح مسارنا القاري، في مختلف المناسبات.

سيقول لك، كأنه عاشها بالأمس فقط: أتذكر جنوب إفريقيا في دورة الكوتديفوار السابقة، وأتذكر البنين في دورة مصر، ولن أنسى مصر نفسها يوم هدف كهربا، بل إني أتذكر نفس المصر في الثمانينيات ونحن نغادرها بظلم التحكيم وهدف طاهر أبو زيد، وأتذكر طبعا الكامرون هنا في المغرب، يوم استضفنا الحدث ولم نفز به، وأتذكر مشاركات أخرى كانت كالمشاركات وكفى، وأتذكر من هذه الكأس وعنها أننا نحن نحبها ونحترمها، ونحب من خلالها القارة ونقدرها، لكنها تخاصمنا.

لذلك اليوم الكلام واضح وجلي وظاهر في ذهن محب الكرة المغربي الأصلي: نلعب كأس أمم إفريقيا، هنا على أرضنا وبين جماهيرنا، لكي نفوز بها.

الواحد الشهير زائد الواحد الأشهر منه لن يوصلنا في هذه بالتحديد إلا إلى رقم 2 أو "جوج"، مثلما نقول بلغتنا المغربية الأم، دلالة النجمة الثانية التي نريد أن نرصع بها القميص.

الكرة ليست علما دقيقا، ولا هي معادلة رياضية قائمة على حسابات منطقية توصل إلى نتائج محددة دائما، نعرف ذلك، بل نحفظه عن ظهر قلب، لكننا وبصوت المغرب والمغاربة أجمعهم، نعرف أنها لحظتنا، وأن كل إنجازات كرة القدم المغربية، بما فيها إنجاز نصف نهائي كأس العالم في قطر، تنتظر من أجل أن يصبح لها معنى فعلي التتويج بكأس الأمم هنا في الرباط.

هل نزيد الضغط ضغطا على المنتخب ومدربه ولاعبيه ومختلف طواقمه؟

نعم، وبكل وضوح، ونحن نريده ونراه ضغطا إيجابيا واضح الأهداف والمرامي، لايخفي الشمس بالغربال، ولايذهب نحو الحقيقة إلا من الطريق الأقصر: الطريق المستقيم.

نعم، لدينا أفضل منتخب في القارة كلها اليوم، ونقولها بناء على العلم الفعلي بها لا الحلم.

ولدينا أفضل جهاز تسييري في القارة كلها اليوم، ونقولها عن نتائج وعن قطف ثمار عمل قاعدي امتد لسنوات.

ولدينا المدرب الإفريقي الوحيد الذي حقق ما لم يحققه أي مدرب غيره، ونقولها عن "بالماريس" يستطيع من يريد ذلك أن يتأكد منه ومن حقيقته.

ولدينا أفضل جمهور في العالم، وهذه لاتحتاج إلى أي تأكيد، فالقاصي والداني يشهدان بها.

ولدينا أفضل الملاعب في القارة كلها، وهذه نقولها عن فخر حقيقي بالوطن الذي يرى نفسه كبيرا، وهو كبير فعلا، مع كبار القوم عالميا، لايرضى إلا بالتميز في كل المجالات.

ثم إننا لدينا الأهم: هذه الرغبة الجماعية التي تضمنا نحن المغاربة، داخل وخارج أرض الوطن، في التتويج بكأس أمم إفريقيا هذه المرة، وهي رغبة ستستطيع كسر كل الحواجز وهزم كل المنتخبات، وستأتينا في ختام هذه الدورة التي تنطلق الآن باللقب الغالي.

المغرب العائد إلى بيته الإفريقي، المحتضن دوما وأبدا للقارة في كل المجالات، الفخور بحنوبيته وسمرة بناته وأبنائه، المتخلص من عقد الاستعلاء والعنصرية التي تشل آخرين غيرنا، المستعد باستمرار للانخراط مع "الماما أفريكا" في كل ماتراه مناسبا من مبادرات تصلح لتنميتها وتطورها وتقدمها، هو المغرب الذي يتطلع لحمل هذه الكأس الكروية، يوم اختتام "كان المغرب 2025" دلالة تتويجه الذي يستحقه في كل المجالات قاريا، وليس في الكرة فقط.

هل نستطيع فعلا تحقيق اللقب؟

الجواب لدينا مغربي وجاهز وحاسم من الآن : نعم، وي "كان".

بسم الله مجراها ومرساها إذن، والكلام مؤجل إلى يوم التتويج والاحتفال إن شاء الله.

"ديما مغرب"، وكفى.