في حديثه عن أهمية المذهب المالكي .. التوفيق يحذر من الخوض السياسي عبر التشويش المذهبي

بنزين سكينة الثلاثاء 16 ديسمبر 2025

 أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن الحديث عن الإمام مالك حاضر باستمرار لاقترانه بالحديث عن الثوابت، وفي رده غير المباشر على النقاشات الدائرة اليوم حول اختيار المغرب للمذهب المالكي ضمن الفضاء الرقمي، والتي ترى أن ممارسة الحرية تقتضي حرية الاختيار المذهبي مع إثارة عدد من الشبهات والمقارنات التبخيسية للمذهب، أشار التوفيق أن الحديث عن مالك ليس رد فعل وقتي "في وقت يسيء فيه استعمال الحرية، أشخاص يدل تصرفهم على العداء الصارخ للحرية، الذين ليس لهم ولا لأمثالهم أي نصيب في إقامة صرح هذه الحرية".

وقال التوفيق خلال افتتاحه للندوة العلمية المنظمة بمقر الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، حول "المذهب المالكي في ظل تطور المجتمع المغربي"، يوم الاحد 14 دجنبر 2025، أن كلمته المدرجة تحت عنوان " حاجتنا اليوم للإمام مالك" لا يقصد بها الحاجة العلمية التي يتكفل العلماء بمعرفة أدق تفاصيلها، وإنما الحاجة السلوكية والسياسية،  مشيرة أن الحاجة ملحة اليوم للتعريف بالإمام مالك من جهة ما يهم الحياة اليومية وما يتخللها من تهديدات الجهل والإنحراف.

وأشار التوفيق إلى وجود اعتبارات كثيرة تميز مالك، منها تشبته بنقل فقه العبادات بالسند، معتبرا الاقتداء بهذا النقل لحدود اليوم حماية ليقين عامة الناس المتدينين الذين تقع عهدة حمايتهم على العلماء، محذرا من محاولات اثارة بعض الجزئيات كمدخل لفتنة الاختلاف الذي لا يحترم التعدد، وإنما تنفذ له بعض الأطراف "للخوض السياسي من خلال التشويش المذهبي".

وقال التوفيق أن المغاربة بحاجة للإمام مالك لأنه يطرح اختيارات في فقه المعاملات، وأنه كان سابقا لوقته عندما اختار التنصيف في مرحلة طغى فيها نقل العلم بالرواية الشفوية، كما كان سباقا لتبني منهج التبسيط العلمي لفائدة العموم وهو ما تحيل عليه تسمية كتابه "الموطأ"، كما أنه اعتمد أسلوب المعاينة للجمهور كمرجع من خلال اعتماده عمل أهل المدينة، وذلك على اعتبارهم الوارثين للسنة العلمية النبوية، واعتبر التوفيق أن هذه النقطة بالتحديد، لا يقدرها إلا المشتغلون في العلوم الإنسانية الذين اكتشفوا المشاهدة الميدانية  والاستقراء مما يجري في الميدان.

وأضاف التوفيق أن مالك أعطى أهمية للاختلاف، وهو ما استثمره علماء المذهب عبر قرون في مختلف البيئات الثقافية، كما اختار الوزير وصفه بالعالم الرباني الذي رفض احتكار الحقيقة من خلال رفضه اعتماد كتابه مرجعا رسميا في حياته، إلى جانب قوله بالحرية كشرط للتدين وعدم القبول بالإكراه، واعتماده المصلحة التي أصبحت اليوم من أكثر المصطلحات رواجا.

ودعا التوفيق في نهاية كلمته، المجلس العلمي الأعلى إلى ترجمة أعمال الندوة المرتبطة بالمذهب المالكي للفرنسية والإنجليزية، لتسهيل وصولها إلى الدول الإفريقية المالكية.