أخرباش: حضور النساء في الإعلام لا يزال دون الطموح رغم رهانات التمكين السياسي

أحداث.أنفو الأربعاء 10 ديسمبر 2025
No Image

في كلمة افتتاحية لأشغال المنتدى البرلماني السنوي الثاني للمساواة والمناصفة، الذي ينظمه مجلس النواب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، أن التمثيل الإعلامي المنصف للنساء في الفضاء العمومي يظل إحدى القضايا المركزية المرتبطة بالتقدم الاجتماعي وبالتصور الحقوقي للتمكين السياسي.

وأوضحت أخرباش أن للإعلام دورا حاسما في مواكبة الإصلاحات وتعزيز القيم الداعمة للمساواة، مشددة على قدرته على تهيئة الذهنيات وتوجيه السلوكيات نحو تقبل التغيير وإسناده. وأبرزت، في هذا السياق، معطيات رقمية لافتة حول حضور النساء في البرامج الإخبارية والنقاشات التلفزية والإذاعية، حيث لم تتجاوز مداخلاتهن 19 في المائة خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2025، بحسب تقارير التعددية الفصلية التي تصدرها الهيئة.

وأضافت أن مشاركة النساء خلال الحملات الانتخابية لسنة 2021 لم تتجاوز بدورها 32 في المائة في الوصلات الرسمية، في حين لم يتعد حضور النساء السياسيات 19 في المائة في التغطيات الإخبارية المصاحبة لتلك الفترة الانتخابية.

وأكدت أخرباش أن ضعف حضور النساء لا يمكن اختزاله في مسؤولية وسائل الإعلام وحدها، ولا يمكن تبريره بمسألة الكفاءة، معتبرة أن هناك "أسقفا زجاجية" تحول دون تمكين المرأة سياسيا وإعلاميا، من بينها استمرار أنماط تقسيم الأدوار داخل الأسرة، وضعف ترقية النساء داخل الأحزاب والمؤسسات، وصعوبة وصولهن إلى مواقع القرار أو منصات التعبير باسم هذه الهيئات.

وأشارت رئيسة الهيئة إلى أن تحقيق تمثيل إعلامي منصف للنساء يعد مكسبا متعدد الأبعاد، إذ يسهم في تعزيز مشروعية المرأة في الفضاء العمومي، ويدعم مصداقيتها السياسية، ويقوي حضورها القيادي، إلى جانب دوره في ترسيخ قيم المساواة والمناصفة داخل المجتمع.

وأضافت أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تواصل جهودها للنهوض بثقافة المساواة في الإعلام، سواء عبر التقارير الموضوعاتية والقرارات التأطيرية والزجرية، أو من خلال اللقاءات وورشات التحسيس التي تشرك فيها مختلف الفاعلين من إعلاميين ومؤسسات عمومية ومجتمع مدني وباحثين.

وختمت أخرباش بالتأكيد على أن مسار التنمية الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية لن يكتمل ما لم يكن حضور النساء والشباب في الفضاء العمومي حضورا قويا يعكس تطلعات المجتمع وطاقاته ويواكب رهانات المستقبل.

ويأتي تنظيم المنتدى البرلماني للمساواة والمناصفة ترسيخا للمكتسبات الوطنية في مجال حقوق المرأة، وتتبعًا لتفعيل المقتضيات الدستورية المرتبطة بالتمكين السياسي والمشاركة في صنع القرار. ويبحث المنتدى ثلاثة محاور أساسية، تشمل مقاربات التمكين السياسي، ورؤى الفاعلين السياسيين والمدنيين، بالإضافة إلى دور الإعلام في تعزيز الحضور السياسي للمرأة في ظل التحول الرقمي وفرصه وتحدياته.