في لحظة غير مسبوقة داخل قصر المؤتمرات بمراكش، خطفت المخرجة الفرنسية من أصل تونسي أريج السحيري الأضواء خلال حفل اختتام الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم، بعد تتويج فيلمها «سماء بلا أرض» بالجائزة الكبرى، حين وجّهت رسالة سياسية مباشرة أثارت تفاعلاً واسعاً في القاعة.
السحيري استغلت دقائق تتويجها لتسليط الضوء على وضع المعارضة التونسية شيماء عيسى، التي تقبع في سجون نظام قيس سعيّد منذ أشهر، معتبرة أن صوتها الغائب يجب أن يُسمع في أكبر المنابر الفنية وأكثرها تأثيراً. كلماتها المؤثرة جعلت اسم شيماء عيسى يتصدر الحدث، وتحوّلت المعتقلة السياسية إلى نجمة رمزية لليلة الختام رغم غيابها القسري.
تصريح السحيري، الذي جاء وسط تصفيق حار من السينمائيين والضيوف، اعتُبر بمثابة إدانة علنية لقمع الحريات في تونس، وصفعة محرجة للنظام التونسي أمام جمهور دولي وإعلام عالمي يتابع فعاليات المهرجان. وأجمعت آراء كثيرة داخل القاعة على أن مداخلة المخرجة أعادت تسليط الضوء على موجة الاعتقالات التي طالت الأصوات المعارضة، وفي مقدمتها شيماء عيسى، ووضعتها في قلب حدث عالمي لم يكن من المتوقع أن يتحول إلى منصة سياسية بهذا الوضوح.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وبهذا الموقف الجريء، انتقلت قضية معتقلة سياسية من الزنازين التونسية إلى واجهة أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، في مشهد يلخص قدرة الفن على تحويل صرخة فرد واحد إلى قضية رأي عام دولي.