بهجة الروح والفن!

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 28 نوفمبر 2025
malhouda
malhouda

إلى مراكش مجددا، ابتداء من اليوم، وحتى نهاية الأسبوع المقبل، من أجل حضور فعاليات الدورة الثانية والعشرين، من المهرجان الدولي للفيلم بالمدينة الحمراء. 

مراكش، التي أنهت استقبالها الباذخ للمؤتمر العالمي للأنتربول، الذي كرس بشكل رائع ومميز مكانة الأمن المغربي عالميا، والذي اعترف لعبد اللطيف حموشي ورجاله بالكفاءة والتفوق والريادة في المجال الأمني على المستوى العالمي، هي المدينة ذاتها التي تحتضن، ابتداء من اليوم، السينما العالمية، والتي تكرس نفسها، ومعها المغرب طبعا، مدينة الأحداث والمؤتمرات والتظاهرات الكبرى دوليا وقاريا ومحليا. 

دورة ثانية وعشرون من مهرجان للسينما ابتدأ تحديا كبيرا، بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر. 

يومها قال الجميع "من المستحيل أن تذهب السينما العالمية إلى مدينة في العالم العربي والإسلامي بعد حادث الاعتداء الإرهابي الأفظع على البرجين في أمريكا". 

قال المغرب حينها "العكس هو الذي يجب أن يحدث، وها هي مدينة أمازيغية عربية إسلامية تفتح للعالم أبوابها، وتعلن نموذجا مضادا للظلام والإرهاب، والنماذج القاتمة التي يريد المتطرفون إلصاق علامتها المسجلة بنا". 

في تلك السنة الأولى، لم يكن عدد القادمين كبيرا، لكنهم كانوا جميعا صادقين في القدوم، وصادقين في النية التي جمعتهم بهذا الحدث الدولي، لذلك نجح واستمر رغم أنه مر من صعوبات كثيرة، لكنه قاوم، وتحدى، واستطاع تجويد نفسه عاما بعد عام، إلى أن أصبح من أبرز المواعد السينمائية عالميا، دون أي مبالغة، وبكل افتخار، يحق لنا، نحن الذين عايشناه منذ دوراته الأولى، وحضرنا مهرجانا عالمية كبرى وقارنا، أن نحس به. 

كل سنة في مثل هذا الوقت نقول "من يحب الحياة يذهب إلى السينما"، ونضيف إلى مقولة فرانسوا تريفو الكبير المشهورة "ويذهب إلى مراكش طبعا"، ولا نجد أي عيب أو ضرر في تكرار المقولة كل عام، لأن جمال الفن السابع خصوصا على أرض بهجة الروح المسماة مراكش أمر مهم جدا في كل اللحظات، وخصوصا في هذه اللحظة التي تتكالب فيها الرداءة والقبح وكل الخصال السيئة، محاولة تسويد الصورة إلى أقصى حد ممكن. 

لذلك لا مفر: لنقاوم القبح بالجمال، ولنضرب البشاعة بالحسن والفن ورفيع الإحساس، عسانا نجد في الدواخل منا قدرة إضافية على مقاومة لا مفر منها، في مجال اشتغالنا طبعا، وفي كل المجالات بعده. 

لا مفر من ذلك. لا مفر.