!!! Compte basé

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 26 نوفمبر 2025
malhouda
malhouda

تحديث بسيط للغاية في منصة X قرره السابق لعصره وزمانه، إيلون ماسك، كشف من المستور جزءا كبيرا. 

الخاصية الجديدة في التحديث تحدد لك من أين يصدر كل حساب على المنصة، ويعفيك من عذاب عملية التنجيم المستمرة التي تجعلك تشك في بلد النشأة والمصدر الذي يحرك هذا، ويلعب بذاك، لكنك لا تمتلك دليلا عليه. 

ماسك أزال القناع، وكشف للجميع بالدليل والحجة، أين يسكن "المستوطنون لإكس". 

وبالنسبة لنا نحن في المغرب، الذين طرحنا بداية شهر أكتوبر الماضي السؤال عن مصدر "بيو بيو piwpiw" ومن معه، ممن خرجوا من العدم، وأطلقوا لنا عبر "ديسكورد" دعوات الإحراق والفوضى، ومقاطعة كل شيء، من كأس إفريقيا إلى كأس العالم مرورا بكأس النتيفي وكأس دانون، الحكاية اتضحت تماما. 

ذلك أن الحساب الرئيسي هو، مثلما كشفت منصة "إكس" بنفسها، يوجد بعيدا عنا بآلاف الكيلومترات، في دولة كندا الشقيقة. 

وللأمانة، دولة كندا أصبحت بالفعل منذ سنوات حاوية أزبال كبيرة، تستقبل عددا من الهاربين من مختلف القضايا، بعد أن كانت في وقت سابق بلدا جميلا يذهب إليه أناس محترمون للغاية من المغرب، من أجل الدراسة، أو الاشتغال أو تحسين آفاق العيش. 

وهذه الفئة المحترمة من مهاجرينا هناك لازالت موجودة طبعا، لكنها صامتة، فيما يتولى سكان "حاوية الأزبال"، أعز الله قدر الجميع، الحديث باسمها هي هناك، بل ويتولون الحديث باسمنا نحن هنا. 

من كلفهم؟ 

من انتخبهم؟ 

من صوت عليهم؟ 

وهل يمتلكون نظافة اليد اللازمة، والكفاءة الضرورية، والثقافة والمعرفة الأساسيتين لكي يتحدثوا باسم أمة عريقة مثل أمة المغرب، يوميا ودون أي انقطاع؟ 

منا السؤال، ومن وجوههم البادية عليها سيماهم الجواب. بل من القاموس الذي يستعملونه يوميا في لايفاتهم وبقية تفاهاتهم المصورة، والذي يحضر فيه "من المنقي خيارو" خير رد على كل من يريد فعلا الجواب. 

ما علينا، ولنعد إلى حكاية (compte basé) التي كشفها لنا مشكورا اللطيف فوق العادة إيلون ماسك، وهي حكاية أكدت لنا أولا أن "الحساب صابون"، وأن حسابات كثيرة تجمع أعداء لهذا الوطن به، ستصفى عاجلا أم آجلا، وأن الحكاية لم تكن أبدا، وهي ليست، ولن تكون مستقبلا مجانية، بل كل تلك الفيديوهات، بالإسهال المرضي الذي يقطر منها، تصلح لملء حسابات بنكية لجوعى قدامى، اكتشفوا أنه من الممكن أن تصبح غنيا إذا ماقبلت بأن تبيع وطنك، وأن تعاديه، وأن تعلن هذا العداء على رؤوس الأشهاد. 

يبقى سؤال أخير وصغير: هل الغنى الحديث يعوض الجوع القديم؟ 

أجدادنا قالوا منذ القديم: لا، والقول طبعا ما قاله أجدادنا دون زيادة في الكلام.