شهد مسرح سينما إسبانيول بمدينة تطوان، مساء أمس الأحد 23 نونبر الجاري، افتتاح فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما (FIDEC)، في احتفاء مهيب جمع بين وهج الإبداع الطلابي وعمق البحث العلمي، ليؤكد المهرجان من جديد مكانته كإحدى أهم المنصات الدولية الداعمة للطلبة السينمائيين ومشاريعهم الفنية الطموحة.
على مدى عشر سنوات، رسخ FIDEC حضوره كجسر يربط بين التكوين الأكاديمي والممارسة الاحترافية، وكفضاء للحوار الخلّاق بين الطلبة والأساتذة والباحثين والمخرجين، مما يجعل منه موعداً سنوياً ينتظره المهتمون بالسينما محليا ودوليا
افتتح الحفل بتكريم مدرسة La Poudrière الفرنسية المتخصصة في سينما التحريك، في لحظة رمزية تؤكد حرص المهرجان على الاحتفاء بالمؤسسات التعليمية التي أسهمت في تطوير لغة الصورة ورسالة الفن. وتزامن التكريم مع احتفال المدرسة بمرور 25 سنة على تأسيسها، وسيقدم المهرجان بالمناسبة برنامجين غير مسبوقين من أفلام الطلبة، يعكسا مستوى عاليا من التجريب والابتكار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ومثل المدرسة في الحفل السيد Fabrice Fouquet الذي عبر عن سعادته بهذا التكريم قائلا: تشريف La Poudrière اليوم في تطوان ليس احتفاء بماضينا فحسب، بل هو أيضا اعتراف بجيل جديد من الطلبة الذين يوسعون أفق التحريك كل يوم. يسعدنا أن نشارك خبراتنا مع طلبة المغرب، لأن الإبداع حين يتقاسم ينمو ويتجدد.
وفي التفاتة تعكس روح المهرجان المنفتحة على السينما بوصفها معرفة وممارسة، تمّ تكريم الباحثة والمبرمجة السينمائية ليا موران، المعروفة بانخراطها العميق في مشاريع تجمع بين البحث الأكاديمي والممارسة الفنية، خصوصا في مجالات الأرشيف، النشر، المعارض، والترميم.
تركّز موران في أعمالها على سيرورات انتقال الأفكار والأشكال الجمالية والنضالات الفنية، وتعنى بشكل خاص بأرشيفات السينمات الهشة: تلك التي أُعيقت أو ظلت incomplete أو تمرّدت على القوالب السائدة. وهي عضو في مشاريع رائدة مثل: أرشيف بوعناني: تاريخ للسينما في المغرب. وقالت موران في كلمة مقتضبة: هذا التكريم من تطوان يلامس شيئا عميقا في مساري، لأن المهرجان يسلط الضوء على المشاريع السينمائية والأرشيفية التي لم تحظ بالاهتمام الكافي، كما هو شأن أبحاثي. السينما ذاكرة، وحين نحفظ الذاكرة نمنح المستقبل فرصة للتنفس.
كما احتفى المهرجان بمخرجين شابين من خريجي ماستر السينما الوثائقية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، تقديرا لفوزهما بجوائز في المهرجان الوطني بطنجة، وهما:
محمد رضا كزناي و محمد أكرم النماسي. وقد جاء هذا التكريم ليؤكد قدرة الجامعة المغربية على إنتاج طاقات إبداعية قادرة على المنافسة والتميز.
قدم المهرجان أيضا لجنة تحكيم دورته العاشرة، التي ترأسها المخرجة المصرية هالة جلال، وتضم:
– المخرجة والكاتبة Violaine Harchin و المتخصص في سينما التحريك Jean-Michel Kibushi Ndjate Wooto و السوبرانو المغربية سميرة القادري
وهي تركيبة تجمع بين الحس الفني والخبرة الأكاديمية والمعرفة الموسيقية، بما يضمن قراءة متعددة الزوايا للأفلام المشاركة.
هكذا افتتحت تطوان دورتها العاشرة من مهرجان مدارس السينما بروح تحتفي بالمؤسسات الرائدة، وبالأرشيف، وبالبحث العلمي، وبالمخرجين الشباب، وبالفن كجسر بين الأجيال. دورة تؤكد أن السينما ليست مجرد صناعة، بل هي ذاكرة، معرفة، وخيال يتجدد في كل عرض، وكل لقاء، وكل طالب يحمل كاميرته لأول مرة.