وائل و"العشرة والشرويطة"!!!

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 20 نوفمبر 2025
malhouda
malhouda

اغتاظ بعض بني الجلدة، من حملة البطاقة الوطنية، أوراقا فقط، من غضبنا من الصورة التي راجت في مواقع التواصل الاجتماعي للصحافي الفلسطيني عن قناة "الجزيرة" القطرية، وائل الدحدوح، رفقة انفصاليتين تحملان "شرويطة" البوليساريو. 

سبب غيظ هؤلاء المغاربة -ورقا فقط- منا هو أنهم يقدسون الدحدوح، ويؤلهون حماس، ويعبدون الجزيرة، والعياذ بالله.

لذلك كالوا لنا من السباب ألوانا، ومن الشتم أنواعا، وطرحوا السؤال/ المنكر، الاستنكاري: "كيف تتجرؤون وتنتقدون سيدكم وائل لمجرد أنه التقط صورة مع انفصاليتين تحملان شرويطة البوليساريو؟".

لا جواب لدينا على سؤال ومنكر هؤلاء سوى تذكيرهم ببعض البديهيات، التي تبدو لنا نحن في حكم الضرورية. 

ذلك أنه لا مشكل لدى المغاربة الذين غضبوا من سقطة الدحدوح إطلاقا معه. فهو في البدء وفي الختام مجرد عامل أجنبي في قناة خليجية، أهميته جد صغيرة، وكل علاقة الناس به هنا هي تعاطف إنساني مع رجل بدين وأشيب رأيناه يفقد أفراد عائلته الواحد بعد الآخر في القصف على غزة، فتألمنا. 

لنقل إننا، نحن المغاربة، ومن باب "نغزة" الإنسانية المبالغ فيها لدينا، صنعنا معه "عشرة" اعتبرنا أنه ملزم بصيانتها، لأن جزاء الإحسان هو الإحسان، لكنه لم يفعل، وبقي حين التقاط الصورة مع "شرويطة البوليساريو" متجمد الحركة متبلد الأحاسيس، ولم يظهر أي رد فعل يثبت للمغاربة أنه غير متفق مع المتطاولتين على وحدتنا الترابية، لذلك انتقدناه، وقلنا له "اذهب إلى الجحيم"، فقط لا غير. 

لنعد الآن إلى خرافنا المحلية، لأن وائل الأجنبي عنا لا يهمنا. 

هؤلاء يشكلون اليوم معضلة فعلية، تعيش معنا، وتمشي بيننا في الأسواق، وتشتغل في إداراتنا ووزاراتنا، ولديها بطاقة وطنية تشبه تماما تلك التي لدينا، وحتى سحناتها وطريقة كلامها وعيشها لا علاقة لها بالشرق إطلاقا، بل هي مغربية مائة في المائة، لكن، وهنا لا بد من هذه اللكن اللعينة، هناك شيء ما يفصل هذه الفئة عن وطنها. 

هناك عداء ما تجاه البلد، وتجاه من يدافعون عن البلد، وتجاه كل انتصارات البلد، مقابل انبطاح -ولا أغرب- لقضايا "البراني"، واعتناق -ولا أعجب- لكل ما يأتي من الخارج. 

ما هو مشكل هذه الفئة بالتحديد؟ ما التشخيص الطبي الدقيق لحالتها المرضية الخطيرة؟ لماذا تنتصر للقضايا الخارجية وتعادي قضايا الوطن؟ هل الأمر مجاني، أم يتعلق في الحقيقة بخدمة مؤدى عنها؟ ما الحل مع هؤلاء؟ وهل تخوينهم - مثلما يفعل البعض- والانتهاء من اعتبارهم معنا أمر سليم وصحي؟ وهل يكفي حقا؟ وهل سيحل الإشكال؟

حقيقة، هناك مشكل فعلي اليوم، مع هؤلاء، لا يكفي تجاهله، أو تمثيل دور من لم يره ولم ينتبه إليه، لحله. 

وسواء طال الزمن أم قصر، سنكون مضطرين ذات يوم للحديث بصراحة، بل وبكل الصراحة، عن هؤلاء التافهين الذين يسبون مغاربة غضبوا بسبب تطاول تافهين أكثر منهم على وحدتنا الترابية. 

سنضطر للقيام بهذا الأمر، عاجلا أم آجلا، كونوا على اليقين التام من ذلك أيها السادة. ذلك أن لهذا البلد المسمى المغرب شعبا يسمى المغاربة، يمكنك أن تمسه في أي شيء، إلا في بلاده. 

حينها هو مستعد معك لكل الاحتمالات...