تخلد منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 24 نونبر 2025، الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات عبر مجموعة من الأنشطة واللقاءات الهادفة إلى تعزيز الوعي بخطورة هذه الظاهرة وتأثيرها على الصحة العامة والبيئة والأمن الغذائي. وتأتي هذه المبادرة تحت شعار "لنتحرك الآن من أجل حماية حاضرنا وأمان مستقبلنا" في دعوة واضحة إلى ضرورة التحرك العاجل والمنسق للتصدي لهذا التهديد المتصاعد.
وأكد البلاغ الذي توصل موقع "أحداث.أنفو" بنسخة منه أن البرامج المقررة تشمل جلسات تحسيسية موجهة للمهنيين في قطاعي الصحة البشرية والبيطرية، وورشات لفائدة الطلبة في كليات الطب والطب البيطري، إضافة إلى حملات تواصلية موجهة للعموم. ويراهن المنظمون على تعزيز فهم أكبر لمخاطر سوء استعمال المضادات الحيوية، والتشجيع على تبني الممارسات الرشيدة على مختلف المستويات.
وأشار البلاغ إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تعد اليوم من أخطر التحديات التي تواجه الصحة العالمية، إذ تتوقف البكتيريا والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للعلاجات المتاحة، ما يؤدي إلى ضعف فعالية المضادات الحيوية وارتفاع احتمالات انتشار العدوى والوفيات. وتكشف أحدث البيانات الصادرة عن نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات التابع لمنظمة الصحة العالمية عن أرقام مقلقة في إقليم شرق المتوسط، حيث سُجلت خلال سنة 2023 حالة مقاومة واحدة تقريبًا من بين كل ثلاث حالات عدوى بكتيرية، وهو معدل من بين الأعلى عالميًا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأبرز البلاغ أن الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات يمثل مبادرة دولية مشتركة بين منظمة الصحة العالمية والفاو والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. ويرتكز هذا الجهد الجماعي على نهج "الصحة الواحدة" الذي يدمج بين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة باعتباره المدخل الأنسب لمواجهة المقاومة وتنسيق التدخلات على المستويات كافة.
وأكد البلاغ أن الحاجة ملحة اليوم لاعتماد إجراءات جريئة وعاجلة لتحويل الالتزامات إلى خطوات عملية، من خلال تحسين نظام الترصد وتعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، والاستثمار في وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات، وتطبيق تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها سواء داخل المؤسسات الصحية أو في مزارع تربية الحيوانات وفي الوسط البيئي.
وخلص البلاغ إلى أن مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات مسؤولية مشتركة تشمل المهنيين الصحيين والمزارعين والفاعلين الصناعيين وصناع القرار والأفراد، في وقت يظل فيه الوعي المجتمعي وتغيير السلوكات ركيزة أساسية لحماية صحة الحاضر وضمان أمان المستقبل.