يحدث أحيانا أن يهتم بنا، وبمؤسستنا، أشخاص أجانب عنها، يخصصون لنا فيديوهات طويلة عريضة، في مختلف منصات المشاهدة، يبثوننا عبرها كل حبهم، أو نقيض الحب، ويقحمون أنوفهم في أمور داخلية تهم تسيير هذا الصرح الإعلامي الكبير.
نتفاعل بحب مع هذه الفيديوهات، سواء كانت ودية محبة، أو كانت عدوانية تنضح شرا مجانيا، ونعتبر الأمر علامة تفاعل صحية، ودليل حياة، يؤكد لهذه المؤسسة أنها لا تمر دون أن يحس بها أحد، وأنها ليست مثل الآخرين، ممن لا طعم لهم ولا لون ولا مذاق.
ومنذ ابتدأت "الأحداث المغربية" في الصدور، أي منذ سبع وعشرين خلت، وهي تستطيع أن تحرك في المتلقي ولديه كل المشاعر، إذ يستحيل أن تعبر قربها، وألا تحس بشيء، وتحس بضرورة التعبير عن ذلك الشيء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
لا يهم هنا أن تكون كارها، أعمته الغيرة أو الحقد أو الكره دون سبب معقول وواضح، مثلما لا يهم أن تكون محبا شغوفا تأخذ كل ما تقوله الجريدة مأخذ التقديس.
لا، الأهم بالنسبة لنا هو هذا التفاعل، وهو علامة حياة حقيقية لا تتوفر لوسائل إعلامية أخرى، بعضها يمتلك مقدرات مالية ولوجيستيكية مرعبة وهائلة، لكنه يفتقد التواصل الحقيقي مع الناس.
نعرف جيدا أن إرضاء الكل أمر مستحيل، لذلك نشتغل بصدق، وفق خطنا التحريري، ووفق قناعاتنا، ووفق الطريقة التي نعتقد -ونتمنى ألا نكون مخطئين- أنها تخدم وطننا أولا، ومهنتنا ثانيا، والقارئ/ المتلقي ثالثا، وهذا الصدق في العمل هو الذي يخلق هذا التفاعل معنا وحولنا، حتى أننا في أحايين كثيرة نستغرب من حجم الاهتمام الذي يحيطنا به الأحبة الحقيقيون، ومن اهتمام من نوع آخر صادر عن بعض "أبناء الأحبة"، ونكاد نردد في وجوه هذه الفئة الثانية المقولة الدرويشية الشهيرة "ارحمونا من هذا الحب القاسي"، لكننا نتذكر على الفور أننا وسيلة إعلامية موجهة إلى عموم الناس، وهي لا تتردد حين الضرورة في التعبير عن آرائها في مختلف القضايا، لذلك ينبغي عليها أن تقبل تعبير الناس، على اختلافهم، في منتوجها، وفي كل ما يهمها.
هو درس ديمقراطية، وتمرين اختلاف وقبول بالنقد، بل وبالسب والشتم أحيانا، ومن طرف أشخاص وجهات بعضها حوله الشبهات كلها وعديد الأسئلة، وهو درس نجتازه منذ صدور أول عدد منا، ونعتبر النجاح فيه باستمرار دليل قوة ووجود فاعل، وأمرا علينا مواصلته من أجل أن نصيب بعدواه الجميلة الآخرين، كل الآخرين.
المهم... شكرا على التفاعل، وعهدا علينا سنظل مثلما كنا هنا في هذه المدرسة منذ البدء صادقين، وجريئين، ومحركين لكل الطابوهات المسكوت عنها، ومحركين معها حب الكثيرين، وكره قلة قليلة من المجانيين، ومحركين أساسا كل هذا التفاعل الدال مع كل ما يهمنا من أحداث... مغربية.