حلّت سفيرة كينيا بالمغرب، السيدة جيسيكا موثوني جاكينيا، بمدينة العيون، ضمن وفد يضم ممثلين عن قطاعات اقتصادية ومالية كينية، بما في ذلك شركات وبنوك والوكالة الكينية للاستثمارات، في خطوة تُعزز العلاقات الإيجابية بين البلدين، وتشير إلى تحول تدريجي في تعاطي نيروبي مع ملف الصحراء.
و كان في استقبال الوفد الكيني والي جهة العيون الساقية الحمراء، السيد عبد السلام بكرات، الذي قدّم شرحا شاملة حول أبرز المشاريع المهيكلة التي أطلقتها المملكة في الجهة خلال السنوات الأخيرة ضمن مشروع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.
تعطي زيارة السفيرة الكينية للعيون إشارة سياسية ذات طابع اقتصادي واضح، تعكس اعترافا ضمنيا بالسيادة الاقتصادية للمغرب على أقاليمه الجنوبية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
رغم هذا التقارب الرسمي، لا تزال البوليساريو تحظى بدعم شخصيات سياسية وازنة في المشهد الكيني، ويُعدّ السيد موسيس ويتانغولا، رئيس مجلس النواب وزعيم حزب "فورد كينيا" المنتمي للائتلاف الحاكم، أبرز تلك الشخصيات.
فبعد أسابيع فقط من ترحيب الحكومة الكينية بخطة الحكم الذاتي المغربية، استقبل ويتانغولا ممثل البوليساريو في نيروبي، مؤكدا له أن كينيا تتضامن مع الجمهورية الصحراوية وتظل مصممة على دعم والدفاع عن مصالحها كدولة ذات سيادة، كما زار الجزائر مطلع عام 2023، حيث استقبله الرئيس عبد المجيد تبون وجدد دعمه للبوليساريو.
تعكس هذه التطورات صورة مشهد سياسي كيني متباين بين خيارات الحكومة المتجهة صوب تعزيز الشراكة مع المغرب على المستويين الاقتصادي والدبلوماسي، وبين مواقف بعض الفاعلين السياسيين الذين يواصلون الاصطفاف إلى جانب الأطروحة الانفصالية، كل ذلك في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات عميقة و واضحة بشأن مقترح الحكم الذاتي.