حصلت الباحثة هبة بقاش على شهادة الدكتوراه من جامعة الحسن الأول بسطات، يوم الأربعاء 12 نونبر 2025، عن أطروحة علمية تناولت تأثير المؤثرين الرقميين على سلوك المستهلك المغربي. وجرت المناقشة بقاعة المؤتمرات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بحضور أساتذة وباحثين، في تتويج لمسار بحثي امتد لسنوات.
وتناولت الأطروحة، التي حملت عنوان: "الخصائص المدركة للمؤثرين، دوافع الاستخدام، وسلوكيات المستهلكين نحو فهم شامل لعمليات التأثير في السياق المغربي"، الدور المتنامي للمؤثرين في تشكيل القرارات الاستهلاكية، وكيفية تفاعل الجمهور المغربي مع المحتوى الرقمي وصفات مقدميه، في ظل التحولات التي يعرفها عالم التسويق عبر المنصات الاجتماعية.
وأظهرت نتائج البحث أن التشابه المدرك بين المتابع والمؤثر، إضافة إلى خبرة المؤثر، يشكلان عاملين أساسيين في بناء العلاقات شبه الاجتماعية وتكوين مواقف إيجابية تجاه المحتوى، بينما لم تسجّل الثقة والجاذبية تأثيراً معنوياً في النموذج الكلي، ما يعكس خصوصية التفاعل داخل المجتمع المغربي. كما بينت الدراسة أن دوافع استخدام المنصات الرقمية، خصوصاً البحث عن المعلومات والترفيه، تعد من أبرز محفزات التفاعل مع المحتوى وتعزيز نية الشراء لدى المستهلكين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
واعتمدت الباحثة في دراستها على منهجية مزدوجة انطلقت ببحث نوعي استكشافي مهّد لبناء أدوات القياس، تلاه بحث ميداني شمل عينة من 301 مشارك، مع تحليل المعطيات باستخدام النمذجة بالمعادلات الهيكلية عبر برنامج “أموس”، لبناء نموذج تفسيري متكامل للسلوك الاستهلاكي في سياق التسويق عبر المؤثرين.
وقد أشادت اللجنة العلمية بجودة العمل ودقته، معتبرة أن الأطروحة تضيف قيمة نظرية وتطبيقية مهمة للبحث العلمي في مجال التسويق الرقمي بالمغرب، لتنال الباحثة شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جداً مع التوصية بالنشر.
وخلال مداخلتها عقب الإعلان عن النتيجة، عبّرت هبة بقاش عن امتنانها العميق للجنة المشرفة على البحث ولأسرتها التي دعمتها على امتداد سنوات الاشتغال، موجهة إهداءً خاصاً إلى الراحل صلاح فرحي، شقيق زوجها، تقديراً لمكانته في مسارها الإنساني والعلمي.
ويأتي هذا التتويج ليعكس الدينامية التي تعرفها جامعة الحسن الأول في تشجيع الأبحاث المرتبطة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما تلك المواكِبة لصعود الاقتصاد الرقمي وثقافة المؤثرين وتغير سلوك المستهلك المغربي.