خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة إطلاق النسخة الثالثة من برنامج "الكنوز الحرفية المغربية"، يوم الثلاثاء 11 نونبر 2025، أكد مستشار جلالة الملك،أندري أزولاي، على الدور المحوري الذي يلعبه الحرفيون والصناع التقليديون المغاربة في صيانة الحضارة المغربية من خلال تمسكهم بحرف تعتمد مهارات وتقنيات تقليدية تجسد قدرة التراث المغربي على الاستمرارية.
وأشار أزولاي أن الصناع التقليديون يمثلون ضمانة الحفاظ على الهوية المغربية الغنية بقيم العيش المشترك الممتدة لقرون، ما يساهم في الحفاظ على الذاكرة المغربية من خلال عدد من المنتجات التي تحمل في تفاصيلها بصمات الأجداد لتشكل حماية لها من الاندثار.
وأشاد أزولاي خلال هذه النسخة المنظمة تحت شعار "من إرث الأجداد إلى إبداع الأحفاد: شباب يصونون الهوية المغربية"، بكبار المعلمين في الصناعة التقليدية الذين نجحوا في ضمان استمرارية الحرف المغربية، ما جعل منهم شهادات حية على تاريخ المملكة الحرفي، مضيفا أن ما يشهده العالم اليوم من تطور رقمي وتكنولوجي من شأنه أن يشكل أدوات داعمة للجيل الجديد من الصناع التقليديين لبث الروح في الصناعات التقليدية دون تغيير جوهرها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وشهد الحفل الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، تكريم عدد من الحرفيين المغاربة الذين تقاسموا مهاراتهم مع الحرفيين الشباب لحماية عدد من الحرف من الاندثار، في الوقت الذي أبدى فيه الحرفيون الشباب رغبة في نقل المهارات المكتسبة إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين بعد استفادتهم من برنامج تكويني على امتداد تسعة أشهر.
وقد سمح هذا التكوين الموضوع بشراكة مع كبار الحرفيين المغاربة، بتثمين عدد من الحرف والتعريف بأهم المهارات المرتبطة بها، ما يضمن منتجا يجمع بين الاتقان والجمالية التقليدية الضامنة لاستمرار الهوية المغربية.
من جهته، عبر كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، عن فخره بالشراكة التي جمعت الوزارة بمنظمة اليونسكو، ما مكن من الحفاظ على 32 حرفة تقليدية من الاندثار عبر تكوين 350 معلم شاب جديد، موضحا أن هذا القطاع الحيوي يوفر فرص شغل لما يناهز 2,7 مليون صانعة وصانع تقليدي مغربي.