مقررات بالسوق السوداء وأعطاب بمنصة الدروس.. عقبات مدارس الريادة تسائل برادة

بنزين سكينة الثلاثاء 11 نوفمبر 2025

 

شارك عدد من أولياء أمور التلاميذ، تجاربهم الشاقة في العثور على الكتب المقررة لأطفالهم بمدارس الريادة، وذلك بسبب عدم توفرها داخل المكتبات، ما يفرض على الآباء التنقل لمسافات طويلة من أجل العثور على المقرر المنشود.

"هذا الكتاب لا يتجاوز سعره 5 دراهم، لكنني اضطررت للتنقل بحثا عنه بين عدد من المكتبات ما كلفني 200 درهم" تقول إحدى الأمهات في فيديو تقاسمه رواد مواقع التواصل للتنبيه إلى سوء التدبير الذي يرافق توزيع الكتب، ما أدخل الآباء في ضغوطات إضافية موزعة بين العبء المادي وضياع الوقت.

 " أنا بالكاد أجد الوقت للراحة بعد ساعات العمل الشاقة، ومرافقة أطفالي للمدارس ومراجعة الدروس ، لذلك يجب على المسؤولين أن يحرصوا على ضمان توفر المقررات الدراسية الخاصة بمدارس الريادة بدل دفعنا للدخول في متاهة البحث والتنقل لمناطق بعيدة وسط ضغط الازدحام ومصاريف الوقود الإضافية" يقول أحد الآباء خلال تقاسم تجربته على مجموعة خاصة بمواقع التواصل، وذلك على أمل تحاشي هذا المشكل مستقبلا.

وفي هذا السياق، اعتبر النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية، حسن اومريبط، أن الجهات الوصية على القطاع قد فشلت في الوفاء بوعودها السابقة التي قدمت للآباء وأولياء التلاميذ، بخصوص توزيع الكتب المقرر بشكل مجاني، لتتفاجأ الأسر أن المقررات غير متوفرة بصفة نهائية داخل عشرات المكتبات، وذلك أسباب مجهولة طرحت على السطح فرضيتين، تتعلق الأولى بعدم طبع ما يكفي من الكتب لسد حاجيات السوق، والثاني تتعلق بالاحتكار تمهيدا لبيعها بأسعار مرتفعة بعد أن حدد السعر في مبالغ لا تتجاوز الخمس والعشر دراهم.

واعتبر اومريبط، أن هذه المشاكل من شأنها أن تشكل تحديا قد يهدد مستقبل مدارس الريادة بالفشل، خاصة في ظل انتشار معطيات تشير أن ضعف هامش الربح الذي لا يتجاوز 10 في المائة في أحسن الحالات، قد كان سببا في تعميق الأزمة، ما يتطلب تدخلا عاجلا من الجهات الوصية لمعالجة الوضع وتوفير الكتب داخل المكتبات بدل الترويج لها بالسوق السوداء، أو تواجدها بعدد محدود من المكتبات، ما أدخل الأسر في رحلة بحث مرهقة، خاصة أن عددا من الأساتذة لا يتفهم وضع التلاميذ ما يعرضهم للتوبيخ أو الطرد من القسم.

وفي نفس الاطار، سلط النائب البرلماني في سؤاله الكتابي الموجه لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، الضوء على معاناة الأساتذة العاملين في مؤسسات الريادة من تحميل الدروس انطلاقا من البوابة الرقمية التي وضعت لهذه الغاية، مما جعلهم يلجؤون  إلى الارتجالية في التدريس، وذلك في خطوة تتنافى مع أهداف مؤسسات الريادة.

 وفي ظل حالة الفوضى والانتظار التي تعيشها الأسر، سائل النائب اومريبط الوزير المعني حول أسباب افتقاد الكتب المدرسية الموجهة لمدارس الريادة في المكتبات، وعن مدى معرفته برواجها في السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها تتجاوز الأسعار المعلن عنها،  إلى جانب العمل على تمكين الأساتذة من تنزيل الدروس من المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض.