يحتضن مركز الندوات التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، يوم الخميس 27 نونبر 2025، لقاءٌ علميا يحمل عنوان "المشروع الكوميدي للفنان حسن الفد: مقاربات متقاطعة"، وذلك بمشاركة باحثين وأكاديميين يحتفون بالكوميديا المغربية بوصفها خطابًا ثقافيًا وجماليًا يتجاوز حدود الترفيه.
الندوة، التي تندرج ضمن دينامية البحث العلمي في مجالات التحليل الثقافي واللساني والسيميائي، تسعى إلى قراءة تجربة الفنان حسن الفد من منظور أكاديمي يتجاوز الانطباع السطحي، ساعية نحو تفكيك بنيات الخطاب الكوميدي واستجلاء ما تختزنه من دلالات اجتماعية ونفسية ولسانية. فالكوميديا، في هذا الأفق، ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي فعل معرفي يعيد إنتاج الواقع بلغة الهزل والنقد، ويكشف عن تحولات الذوق الجماعي والتمثلات الثقافية في المغرب المعاصر.
وستعرف الجلسة الافتتاحية التي يترأسها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الدكتور عبد الجليل لكريفة كلمة لرئيس الجامعة الدكتور بلعيد بوكادير، إلى جانب كلمة اللجنة المنظمة، ثم كلمة للفنان حسن الفد ضيف شرف الندوة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
أما الجلسة العلمية، التي سيُديرها الناقد عبد الحق ميفراني، فستشهد مداخلات متقاطعة في حقول متعددة: من المقاربة النفسية التي تُبرز وظيفة الضحك كآلية للتنفيس وإعادة بناء الذات، إلى المقاربة الاجتماعية التي ترى في كوميديا الفد تمثيلًا للهامش وإعادة إنتاج للعالم من الأسفل، مرورًا بالتحليل السيميائي الذي يتتبع اشتغال العلامة في شخصيات مثل "كبور" و"هيلمان"، والمقاربة اللسانية، التي تنظر في البنية اللغوية والمعجمية للخطاب الساخر في مشروع حسن الفد وصولًا إلى المقاربة الثقافية التي تقارب صورة البداوة والقيم والمتخيل الديني في أعماله.
وتأتي هذه الندوة في سياق الاهتمام الأكاديمي بالكوميديا كموضوع بحثي خصب، يعكس التحولات الاجتماعية ويختبر علاقة الفن بالهوية واللغة والرمز. وهي أيضًا مناسبة لتثمين جهود الباحثين الشباب الذين يسهمون في تطوير النقد الثقافي بمناهج حديثة تربط بين النص والعالم، وبين الفكاهة والمعنى.
وسيُختتم اللقاء بفقرة احتفائية مخصصة للفنان حسن الفد، عرفانًا بمساره الإبداعي وإسهامه في ترسيخ كوميديا مغربية معاصرة تنهل من التراث الشعبي، وتعيد إنتاجه برؤية نقدية تعكس حسًّا اجتماعيًا وجماليًا نادرًا.