تستعد مدينة فاس لاحتضان الدورة الرابعة من المهرجان الثقافي والفني "الزيتون في القلب" خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 23 نونبر المقبل، في تظاهرة تجمع بين الفن، والبيئة، والذوق، والتنمية المستدامة.
ويُعدّ هذا الحدث، الذي تنظمه الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية صعبة، احتفاءً بشجرة الزيتون وزيتها باعتبارهما رمزين للسلام والخصب والتجذر في الأرض. ويشرف على برمجة المهرجان شباب مركز "كان يا مكان غدا"، في مبادرة تعكس روح المشاركة والتطوع لدى الأجيال الجديدة.
ويقدّم المهرجان برنامجا متنوعا يزاوج بين ورشات الطهي التي يشارك فيها كبار الطهاة، والعروض الفنية الحية، والأنشطة الرياضية، والمحاضرات، والورشات البيئية حول الزراعة الإيكولوجية. ويروم من خلال هذه الأنشطة إبراز القيمة الرمزية والاقتصادية والثقافية لشجرة الزيتون في مقاربة شمولية تربط التراث بالحداثة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وفي إطار التظاهرة، ستنظم الجمعية "أسبوع التذوق"، الذي يضع الزيتون ومشتقاته في قلب التجربة الذوقية للمهرجان، عبر عروض وورشات تفاعلية داخل فضاء فندق الشماعين بالمدينة العتيقة، الذي سيتحول إلى "قرية بيئية للزيتون".
ويكرم المهرجان في كل دورة أحد الطهاة المتوسطيين ومطبخ بلده، حيث تحل اليونان ضيف شرف هذه السنة، ممثلة بالطاهية الشهيرة دينا نيكولاو. وسيكون الزوار على موعد مع تجارب تذوق تجمع بين المطبخ المغربي الأصيل والمذاقات اليونانية والمتوسطية.
ولتعزيز ارتباط الحدث بمحيطه القروي، سيتم تنظيم سوق للمنتجات المحلية يسلط الضوء على خيرات المنطقة من زيت الزيتون، والخضر، والأجبان، والتوابل، والخبز التقليدي. كما سيتضمن البرنامج مسارا فلاحيا سياحيا عبر بساتين الزيتون بفاس، للتعرف على تقنيات الجني والعصر التقليدي.
ومن جهة أخرى، يسعى المهرجان إلى نشر ثقافة الزراعة المستدامة من خلال ورشات تربوية داخل المؤسسات التعليمية، وعروض سينمائية وندوات فكرية بشراكة مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله.
بهذه المبادرات، يعيد "الزيتون في القلب" وصل المدينة العريقة بجذورها القروية وعمقها البيئي المتوسطي، في تجربة فريدة تمزج بين الفن والذوق والوعي الإيكولوجي، وتؤكد أن قطرات الزيتون قادرة على غرس بذور السلام والانسجام في قلب فاس.