قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن مياه السدود ستخصص للعالم القروي والمناطق الجبلية والفلاحة، كما جاء في تعليمات جلالة الملك.
وأعلن وزير التجهيز والماء، في معرض رده على أسئلة المستشارين في جلسة الأسئلة الشفوية، أن المغرب وفي أفق سنة 2030، سيمكن 60% من المغاربة من احتياجاتهم من الماء بفضل تحلية المياه، بعد الانتهاء من محطة تحلية المياه بالدار البيضاء، مؤكدا أن محطتي الجديدة وآسفي ستخففان الضغط على الموارد المائية.
وفي سياق متصل، أوضح بركة أن المغرب يشهد للسنة السابعة توالي سنوات الجفاف المتواصلة، مبرزا أنه وضع استثنائي يطرح تحديات كبرى في توفير الموارد المائية الضرورية للمواطنين، خاصة في المناطق القروية التي تعاني مقابل المدن من آثار أشد للجفاف ونقص المياه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأشار الوزير إلى حجم الخسائر المائية الكبيرة، إذ لم يتجاوز مخزون المياه إلى حدود شهر شتنبر المنصرم، 160 مليون متر مكعب، وهو ما وضع البلاد في وضع مائي صعب بالرغم من بعض التحسن النسبي مقارنة بالسنوات السابقة.
وأضاف ان المعدل المتوسط لهطول الأمطار خلال السنة الفلاحية الأخيرة بلغ 142 ملم على الصعيد الوطني، ما ساهم في تجمع حوالي 4.8 مليار متر مكعب في السدود، وهو تحسن نصفي مقارنة بالعام الماضي لكنه لا يزال أقل من المعدلات الوطنية السابقة بنسبة 22%.
وأردف موضحا أن نسبة ملء السدود حاليا لا تتعدى 32% بعدما كانت تصل لخمسينيات في مناسبات سابقة، إلى جانب ذلك، فقد المغرب نحو 650 مليون متر مكعب بسبب التبخر الناتج عن درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقة.
في ضوء هذه الأزمة، أكد الوزير أن جلالة الملك محمد السادس أعطى توجيهات واضحة وصارمة لضمان توفير الماء الصالح للشرب لكل المواطنين بنسبة 100% في كل مناطق المغرب، مع عناية خاصة بالمناطق القروية.
ولتحقيق ذلك، قال بركة إن المغرب يواصل تنفيذ سياسة بناء السدود التي شهدت في الفترة بين 2021 و2024 إنجاز ستة سدود كبيرة بالإضافة إلى مشروعات سدود جاري تنفيذها، وعدة سدود مبرمجة للإنجاز حتى 2027.
وفي المجال القروي، أفاد بركة أنه تم إطلاق مشروع لبناء 155 سدا تليا وسدود صغيرة للمساعدة في تخزين المياه وحماية المناطق من الفيضانات.
حتى اليوم، أكد بركة أنه تم تنفيذ 50 سدًا منها، مع خطة لاستكمال الباقي خلال السنوات القادمة، وهو إنجاز يعادل ما تم تحقيقه منذ استقلال المغرب وحتى اليوم في هذا المجال.
إضافة إلى بناء السدود، أوضح وزير التجهيز والماء أنه بلادنا قامت بحفر 4221 ثقبا استكشافيًا لاستخراج المياه الجوفية بحجم تدفق يقدر بـ8989 لتر في الثانية، ما استفادت منه حوالي 5.8 مليون نسمة في القرى.
من جانب أشار إلى ربط الشبكات المائية بين المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء، حيث تم نقل أكثر من 871 مليون متر مكعب من المياه منذ أكتوبر 2023، وهو جزء من الاستراتيجية الوطنية لضمان التوازن في توزيع الموارد المائية.
وشدد على أن هذه الجهود المتكاملة بين بناء السدود، تعزيز الاستكشاف الجوفي، وربط الشبكات المائية، تُظهر التزام المغرب بخطوات إستراتيجية للتصدي لأزمته المائية الصعبة، بتوجيهات ملكية واضحة، مع مراقبة مستمرة لتحديث الخطة الوطنية وفقا لتطور الأوضاع المناخية.