من المستفيد من استهداف الطريقة القادرية البودشيشية؟

أحداث.أنفو الخميس 02 أكتوبر 2025
No Image


ما وقع بعد وفاة شيخ الطريقة القادرية البودشيشية ، مؤسف ويبعث على القلق، مؤسف لأن منارة روحية لها حضورها الروحي والتربوي ، يراد لها من قبل البعض أن تتحول إلى طريقة فلكلورية ، دون مراعاة لتاريخها ولما أسهمت به ، ولما يقتضيه الواجب من صون لثوابت الأمة المغربية، وأما القلق فمرده إلى الفراغ الذي يمكن أن يتولد عن هذا الاستهداف- لا قدر الله - من حضور مستقبلي باهت لهذه الطريقة كما يسعى إلى ذلك من تغيظهم الاختيارات الدينية للمغاربة المستقرة منذ قرون ، ويسعون بكل الوسائل إلى نسفها تحت مسميات مختلفة .

لا شك أن الطريقة القادرية البودشيشية إلى جانب أخواتها ومختلف الفاعلين تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره ،استطاعت أن تقدم نموذجا حيا للتدين المغربي الأصيل، المبني على الكتاب والسنة، والمتسم بالاعتدال , والناشر لقيم المحبة والرحمة والسلام ، في إطار الثوابت الدينية و الوطنية ، مكرسة جهدها للدفاع عنها في كل وقت وحين ، مغلبة مصلحة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره .

لقد استطاعت الطريقة بفضل منهجها المتزن أن تجد لها تجاوبا لدى مختلف شرائح المجتمع المغربي ، وتمكنت بشكل لافت من تأطير الشباب وتوجيهم نحو التمسك بالقيم الدينية والوطنية ، وتحصينهم من الفكر المتطرف ،وتمنيعهم من الأفكار الهدامة ، زارعة في قلوبهم محبة الوطن ومحبة أمير المؤمنين ، مخصصة لذلك حيزا كبيرا في برنامجها التربوي والعلمي ، وهو ما تجلى بشكل واضح في ملتقياتها العلمية واعتكافاتها التربوية ، التي يغلب عليها الطابع الشبابي ، واستطاعت إحراز إشعاع عالمي، مسخرة إياه في خدمة الدبلوماسية الروحية المغربية تحت قيادة إمارة المؤمنين ، إصافة إلى حضورها خارج أرض الوطن من خلال المساهمة في التأطير الديني لمغاربة العالم ، وأيضا من خلال تأطير المنتسبين إليها من الأجانب .

والسؤال الذي التي يفرض نفسه في هذا السياق ، من المستفيد من هذا الاستهداف ؟.

ان التدخل في شؤون الطريقة بذلك الأسلوب غير المقبول وغير المسبوق، ضدا على المتعارف عليه، وضدا على القوانين ، وضدا على وصايا شيوخها الموثقة ،وضد على إرادة عموم المريدين وغالبيتهم الساحقة، فيه تجاوز لكل قيم ، وانحراف عن الطريق الصحيح ، وتضييع للمصلحة العامة من أجل مصالح ضيقة.