صدرت مؤخرا ضمن مجموعة مجلس الجالية المغربية بالخارج، باللغة الفرنسية، النسخة المحينة من “أنطولوجيا الكتاب المغاربة بالمهجر”، للكاتب والناقد سليم جاي، عن دار النشر ملتقى الطرق، والتي تضمنت مقالات تسلط الضوء على جميع أجيال كتابات الهجرة المغربية، منذ رواية التيوس لإدريس الشرايبي الصادرة سنة 1955 وصولا إلى أعمال الجيل الجيد من الكاتبات مثل ريم بطال وزينب مكوار ودنيا هادني.
وقد اختار سليم جاي أن يقدم للقارئ العادي وللمتخصص في المجال الأدبي، قراءته النقدية والتعريفية لأزيد من سبعين عملا أدبيا مختارا، يتنوع بين الرواية والقصة والشعر، لكاتبات وكتاب مغاربة العالم، سواء تلك التي تتناول مواضيع الماضي، أو تتطلع إلى المستقبل، ما يكشف طبيعة العلاقة التي تجمعهم بالعالم أو ببعضهم.
ورصد الكاتب التنوع اللغوي الذي بات يميز كتاب المهجر المغاربة، بعد أن كانت أهم الأقلام في السابق محصورة بين الكتابة باللغة العربية والفرنسية، قبل أن تساهم الوجهات الجديدة للمهاجرين المغاربة في ظهور أقلام بلغات مختلفة تتجاوز الفرنسية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
الكتاب تتبع أيضا الحضور النسوي في كتابات الهجرة، وذلك بعد التحول الهيكلي في تاريخ الهجرة، حيث تمكنت العديد من الأسماء النسائية من كسر هيمنة الأقلام الذكورية، والتموقع المريح داخل المشهد الأدبي من خلال تناول العديد من المواضيع بطريقة إبداعية مكنت من تنويع لائحة الأسماء المتواجدة على الساحة، مع تنويع المواضيع التي تعكس تنوع الاهتمامات والقناعات المعبر عنها أدبيا بجرعات متفاوتة الجرأة.